الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال المهلب : الحكمة في طلب الماء البائت أن يكون أبرد وأصفى ، وأما مزج اللبن بالماء البائت فلعل ذلك كان في يوم حار كما وقع في قصة أبي بكر مع الديلمي أي السابق في حديث الهجرة .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ رحمه الله تعالى لكن القصتان مختلفتان ، فصنيع أبي بكر رضي الله تعالى عنه باللبن لشدة الحر ، وصنيع الأنصاري رضي الله تعالى عنه أراد ألا يسقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء صرفا ، فأراد أن يضيف إليه اللبن ، فأحضر له ما طلبه منه ، وزاد عليه من جنس جرت عادته بالرغبة فيه .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني :

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : مررنا على بركة نكرع فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تكرعوا ، ولكن اغسلوا أيديكم ، ثم اشربوا بها»

                                                                                                                                                                                                                              - في سنده [ ص: 243 ]

                                                                                                                                                                                                                              ضعيف فإن كان محفوظا فالنهي للتنزيه ، وأراد الفعل لبيان الجواز ، وحديث جابر رضي الله تعالى عنه قيل : قبل النهي ، أو النهي في غير حال الضرورة ، وهل الفعل كان لضرورة شرب الماء ليس ببارد فيشرب بالكرع .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه أيضا عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب على بطوننا ، وهو الكرع ، وسنده أيضا ضعيف ، فهو إن ثبت احتمل أن يكون نهيا خاصا بهذه الصورة ، وهو أن يكون الشارب مضطجعا ، ويحمل حديث جابر رضي الله تعالى عنه على الشرب بالفم من مكان عال لا يحتاج إلى الانبطاح .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية