الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في بيان غريب ما سبق :

                                                                                                                                                                                                                              القلنسوة والقلنسية إذا فتحت ضممت السين ، وإذا ضممت كسرتها ، تلبس في الرأس ، والجمع قلانس وقلانيس وقلنس ، وأصله قلنسو إلا أنهم رفضوا الواو لأنه ليس اسم آخره حرف علة قبلها ضمة فصار آخره ياء مكسور ما قبلها ، فكان كقاض ، وقلاسي وقلاس وتصغيره قلينسة وقلينيسة وقليسية وقليسية ، وقلنسته وقليسته فتقلنس وتقلسى : ألبسته إياها فلبس .

                                                                                                                                                                                                                              وقال محمود بن خطيب الدهشة في التقريب : بفتحتين وسكون النون وضم السين ، والقلنسية بضم القاف بوزنها تلبس في الرأس ، وجمعها قلانس وقلائس وقلاس .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 286 ] قال القزاز : غشاء مبطن يستر به الرأس .

                                                                                                                                                                                                                              شامية : نسبة إلى الشام .

                                                                                                                                                                                                                              المشمرة : بميم مضمومة ، فمعجمة ساكنة ، فميم ، فراء المهيأة .

                                                                                                                                                                                                                              مصرية .

                                                                                                                                                                                                                              برد : بموحدة مضمومة ، فراء ساكنة ، فمهملة : ثوب مخطط .

                                                                                                                                                                                                                              حبرة : بحاء مكسورة ، فموحدة ، وراء مفتوحتين ، عصب اليمن ، وقال الداودي الحبرة ثوب أخضر .

                                                                                                                                                                                                                              لاطية : أي لاصقة بالرأس ، أشار بذلك إلى قصرها ، وإنما حدثت القلانس الطوال في أيام الخليفة المنصور في سنة ثلاث وخمسين ومائة ، أو نحوها ، وفي ذلك يقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                              وكنا نرجي من إمام زيادة فزاد الإمام المصطفى في القلانس



                                                                                                                                                                                                                              الكمة : بضم الكاف وتشديد الميم قال العراقي رحمه الله تعالى : جمعها كمام بكسر الكاف ، وهي القلنسوة ، قال في المورد : هي قلنسوة منبطحة غير منبسطة .

                                                                                                                                                                                                                              بطحاء : بضم الموحدة ، وسكون الطاء ، وبالحاء المهملتين ، وهي لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء ، هكذا فسره الهروي رحمه الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في النهاية : يعني أنها كانت منبطحة غير منتصبة .

                                                                                                                                                                                                                              قال العراقي : وأما تفسير الترمذي لها بالواسعة فليس بجيد ، وكأنه حمل الكمام هنا على أنه جمع كم القميص ، وكذا فعل أبو الشيخ ، وفي ذلك منهما نظر ، والمعروف ما قدمناه .

                                                                                                                                                                                                                              الثقبة : الخرق النافذ .

                                                                                                                                                                                                                              أسماط بهمزة مفتوحة ، فسين مهملة ساكنة ، فميم ، فألف فطاء مهملة لا وسم عليها أو ليس لها بطانة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 287 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية