الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              النوع الثاني : في حميره صلى الله عليه وسلم وهي أربعة :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : عفير ، بضم العين المهملة ، وفتح الفاء ، وقيل بالغين المعجمة ، قال النووي والحافظ : وهو غلط ، مأخوذ من العفرة ، وهو لون التراب ، كأنه سمي بذلك لكون العفرة حمرة يخالطها بياض ، أهداه له المقوقس قال ابن عبدوس : كان أخضر ، قال أبو محمد الدمياطي : عفير تصغير عفر مرخما مأخوذ من العفرة ، وهو لون التراب ، كما قالوا في تصغير أسود أسيود ، وتصغيره غير مرخم أعيفر كأسيود .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود الطيالسي وابن سعد عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : كانت الأنبياء يلبسون الصوف ، ويحلبون الشاة ويركبون الحمير ، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار يقال له عفير .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ، والبخاري ، والبرقي عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال : [ ص: 406 ] كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير ، وكان يسمى به تشبيها في عدوه باليعفور ، وهو الظبي ، وقيل : الخشيف : ولد البقرة الوحشية أيضا ، العفير من الظباء التي يعلو بياضها حمرة ، وهو أضعف الظباء عدوا ، وعفير أهداه له المقوقس ، وأما يعفور فأهداها له فروة بن عمرو الجذامي ، ويقال : إن حمار المقوقس يعفور ، وحمار فروة عفير .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : يعفور بسكون العين المهملة وضم الفاء ، وهو اسم ولد الظبي ، سمي بذلك لسرعته ، أهداه له فروة بن عمرو الجذامي .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن سعد عن زامل بن عمرو قال : أهدى فروة بن عمرو الجذامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماره يعفورا ، ويقال : بل أهدى الأول ، وأهدى المقوقس الثاني ، قال الحافظ : وهو عفير المتقدم ، قال محمد بن عمر : نفق يعفور منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ، وذكر السهيلي أن اليعفور طرح نفسه في بئر يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم فمات .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : حمار أعطاه له سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه ، وذكر أبو زكريا بن منده في كتاب أسامي من أردفه صلى الله عليه وسلم من طريق عمرو بن سرجيس .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : حمار أعطاه له بعض الصحابة .

                                                                                                                                                                                                                              روي عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاء رجل معه حمار فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب فتأخر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا ، أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي » قال : فإني قد جعلته لك ، قال : فركب .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 407 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية