الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8410 - من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه (حم د) عن ابن عباس - (صح)

التالي السابق


(من استعاذ بالله فأعيذوه) أي من سألكم أن تدفعوا عنه شركم أو شر غيركم بالله، كقوله: بالله عليك أن تدفع عني شر فلان وإيذاءه واحفظني من فلان فأجيبوه واحفظوه لتعظيم اسم الله، ذكره المظهر، وقال الطيبي: قد جعل متعلق "استعاذ" محذوفا و "بالله" حالا، أي: من استعاذ بكم متوسلا بالله مستعطفا به، ويمكن أن يكون "بالله" صلة "استعاذ" والمعنى: من استعاذ بالله فلا تتعرضوا له، بل أعيذوه وادفعوا عنه الأذى، فوضع "أعيذوه" موضعه مبالغة، ولهذا لما تزوج المصطفى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الجونية وهم ليقبلها فقالت: أعوذ بالله منك فقال: قد عذت بمعاذ الحقي بأهلك (ومن سألكم بوجه الله) شيئا من أمر الدنيا والآخرة (فأعطوه) وقد ورد الحث على إعطائه بأعظم من هذا، فروى الطبراني : ملعون من سئل بوجه الله، وقد سبق تقييده، وورد أن الخضر أعطى نفسه لمن سأله فيه فباعه

(حم د) من حديث أبي نهيك (عن ابن عباس ) ورواه عنه أيضا الترمذي في العلل، وذكر أنه سأل البخاري عن أبي نهيك فلم يعرف اسمه .



الخدمات العلمية