الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8742 - من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ( ابن أبي الدنيا في التوكل) عن ابن عباس - (ح)

التالي السابق


(من سره) أي أفرحه، والفرح كيفية نفسانية تحصل من حركة الروح التي هي القلب إلى خارج قليلا قليلا (أن يكون أقوى) في رواية: أكرم (الناس) في جميع أموره وسائر حركاته وسكناته (فليتوكل على الله) لأنه إذا قوي توكله قوي قلبه وذهبت مخافته ولم يبال بأحد ومن يتوكل على الله فهو حسبه وكفى به حسيبا أليس الله بكاف عبده وليس في الحديث ما يقتضي ترك الاكتساب، بل يكتسب مفوضا مسلما متوكلا على الكريم الوهاب، معتمدا عليه طالبا منه، غير ملاحظ لتسبب، معتقدا أنه لا يعطي ويمنع إلا الله، فلا يركن إلى سواه ولا يعتمد بقلبه على غيره، قال الغزالي: طالب [ ص: 150 ] الكفاية من غيره هو التارك للتوكل وهو المكذب بهذه الآية، فإن سؤاله في معرض الاستنطاق بالحق، ولما أحكم أبناء الآخرة هذه الخصلة وأعطوها حقها تفرغوا للعبادة، وتمكنوا من التفرد من الخلق والسياحة واقتحام الفيافي واستيطان الجبال والشعاب، فصاروا أقوياء العباد ورجال الدين وأحرار الناس وملوك الأرض بالحقيقة، يسيرون حيث شاؤوا وينزلون حيث أرادوا، لا عائق لهم ولا حاجز دونهم، وكل الأماكن لهم واحد، وكل الأزمان عندهم واحد، قال الخواص: ولو أن رجلا توكل على الله بصدق نية لاحتاج إليه الأمراء ومن دونهم، وكيف يحتاج ومولاه الغني الحميد؟

( ابن أبي الدنيا ) أبو بكر (في) كتاب (التوكل عن ابن عباس ) رمز لحسنه، ورواه بهذا اللفظ الحاكم والبيهقي وأبو يعلى وإسحاق وعبد بن حميد والطبراني وأبو نعيم كلهم من طريق هشام بن زياد بن أبي المقدام عن محمد القرطبي عن ابن عباس ، قال البيهقي في الزهد: تكلموا في هشام بسبب هذا الحديث.



الخدمات العلمية