الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8757 - من سلم على قوم فقد فضلهم بعشر حسنات وإن ردوا عليه (عد) عن رجل- (ض)

[ ص: 155 ]

التالي السابق


[ ص: 155 ] (من سلم على قوم) أي بدأهم بالسلام بدلالة السياق (فقد فضلهم) أي زاد عليهم في الفضل (بعشر حسنات) لأنه ذكرهم السلام وأرشدهم إلى ما شرع لإظهار الأمان بين الأنام، وأولى الناس بالله ورسوله من بدأهم بالسلام كما في حديث آخر، وفيه أن ابتداء السلام وإن كان سنة أفضل من رده وإن كان واجبا، وزاد قوله (وإن ردوا عليه) أي رد عليه كل منهم إشارة إلى أن ما أتى به وحده أفضل من رد الجماعة أجمعين، فإذا كانوا ثلاثة فردوا كلهم كان ما أتى به وحده يفضل على ما أتى به الكل بعشر حسنات، وبهذا التقرير علم أن قول بعض موالي الروم {قوله "وإن ردوا عليه" يشعر بأن رد السلام ليس بواجب، وليس كذلك، فلا بد من التأمل} من قبيل الباطل كما لا يخفى على اللبيب الفاضل، وقوله {بقي في الحديث شيء وهو أن رد السلام من الأفعال الحسنة كالسلام، فمن رده يحصل للمسلم فيلزم تساويهما في حصول عشر حسنات، فكيف قوله "من سلم على قوم فقد فضلهم بعشر حسنات وإن ردوا عليه" فلا بد عن دفعه من الغبار انتهى} من قبيل الهذيان كما لا يخفى على أهل هذا الشأن

(عد) من حديث رجاء بن وداع الراسبي عن غالب عن الحسن (عن رجل) قال غالب: بينما نحن جلوس مع الحسن إذ جاء أعرابي بصوت له جهوري كأنه من رجال شنوءة فقال: السلام عليكم، حدثني أبي عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، قال ابن عدي : لم يحضرني له غير هذا الحديث وضعفه.



الخدمات العلمية