الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1134 - " اعبد الله؛ ولا تشرك به شيئا؛ وزل مع القرآن أينما زال؛ واقبل الحق ممن جاء به؛ من صغير؛ أو كبير؛ وإن كان بغيضا بعيدا؛ واردد الباطل على من جاء به؛ من صغير؛ أو كبير؛ وإن كان حبيبا قريبا " ؛ ابن عساكر ؛ عن ابن مسعود ؛ (ض).

التالي السابق


( اعبد الله؛ ولا تشرك به شيئا؛ وزل) ؛ بضم الزاي؛ وسكون اللام؛ من " الزوال" ؛ وهو الذهاب؛ (مع القرآن؛ أينما زال) ؛ [ ص: 552 ] أي ارتحل معه أينما ارتحل؛ فأحل حلاله؛ وحرم حرامه؛ وراع أحكامه؛ ودر معه كيفما دار؛ فإنه المزيل لأمراض الشبه المفسدة للعلم والتصور والإدراك؛ كفيل برد النحل الباطلة والمذاهب الفاسدة على أحسن الوجوه وأقربها إلى العقول؛ وأفصحها؛ وأنجحها؛ وأنفع الأغذية غذاء الإيمان؛ وأنفع الأدوية دواء القرآن؛ (واقبل الحق) ؛ أي: قوله؛ وفعله؛ (ممن جاء به؛ من صغير؛ أو كبير) ؛ أي: من مسن؛ أو حديث السن؛ أو جليل القدر؛ أو وضيع؛ فالمراد الصغير والكبير حسا؛ ومعنى؛ (وإن كان بغيضا) ؛ لك؛ (بعيدا) ؛ منك؛ بعدا حسيا؛ أو معنويا؛ (واردد الباطل) ؛ بشرط سلامة العاقبة؛ (ممن جاء به؛ من صغير؛ أو كبير؛ وإن كان حبيبا) ؛ لك؛ (أو قريبا) ؛ منك؛ حسا؛ أو معنى؛ نسيبا؛ أو غيره؛ والخطاب - وإن كان ورد جوابا لسؤال طالب للتعليم - لكن المراد به العموم؛ وفيه وجوب الأمر بالمعروف؛ والنهي عن المنكر؛ وأن الوجوب لا يسقط لكون الآتي بالباطل حبيبا؛ أو قريبا؛ كالأصل؛ والفرع؛ والشيخ؛ والسيد؛ والحاكم ؛ والقاضي؛ بشرطه.

( ابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن ابن مسعود ) ؛ قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: علمني كلمات جوامع نوافع؛ فذكره؛ ورواه عنه الديلمي أيضا باللفظ المذكور؛ وفيه عبد القدوس بن حبيب الدمشقي؛ قال الذهبي في الضعفاء: تركوه.



الخدمات العلمية