الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
980 - " استعن بيمينك " ؛ (ت) ؛ عن أبي هريرة ؛ (الحكيم) ؛ عن ابن عباس .

التالي السابق


(استعن بيمينك) ؛ أي: بالكتابة بيدك اليمين؛ وخصها لأن الكتابة إنما هي بها غالبا؛ وذلك بأن تكتب ما تخشى نسيانه إعانة لحفظك؛ والحروف علائم؛ تدل على المعاني المرادة؛ فإنها إن كانت محفوظة؛ أغنت عن الكتابة؛ وإن عرض شك؛ أو سهو فالكتاب نعم المستودع! ومن ألطاف الله لعباده الكتابة؛ حيث شرع لهم ما يعينهم على ما ائتمنوا عليه؛ وأرشدهم إلى ما يزيل الريب؛ ومنافع الكتابة لا يحيط بها إلا الله (تعالى)؛ فما دونت العلوم؛ ولا قيدت الحكم؛ ولا ضبطت أخبار الأولين [ ص: 492 ] والآخرين؛ ومقالاتهم؛ إلا بها؛ ولولاها ما استقام أمر الدين.

(ت) ؛ في العلم؛ من حديث الخليل بن مرة؛ عن يحيى؛ عن أبي صالح ؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قال: شكا رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سوء الحفظ؛ فذكره؛ قال - أعني: الترمذي -: إسناده ليس بالقائم؛ ثم نقل عن البخاري أن الخليل منكر الحديث؛ مع أنه اختلف عليه فيه؛ انتهى؛ ورواه عنه ابن عدي ؛ وفيه إسماعيل بن سيف؛ وهو ضعيف؛ كما بينه الهيتمي؛ وعد في الميزان هذا الخبر من المناكير؛ لكن له شواهد؛ منها: " قيدوا العلم بالكتابة" ؛ وفيه الأمر بتعليم الكتابة؛ لأن ما توقف عليه المطلوب؛ مطلوب؛ بل لو قيل بوجوبه كفاية؛ لم يبعد؛ بناء على ما ذهب إليه جمع من أن الكتابة للعلم واجبة؛ وقال: إنها للنساء مكروهة؛ ومن ثم قيل: ماللنساء والكتابة والعمالة والخطابة؟! هذا لنا؛ ولهن منا أن يبيتن على جنابة؛ وظاهر صنيع المؤلف أن هذا الحديث بتمامه؛ والأمر بخلافه؛ بل سقطت منه لفظة؛ وهي قوله: " على حفظك" .



الخدمات العلمية