الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
(4) " إذا كان يوم القيامة؛ نادى مناد من بطنان العرش : يا أهل الجمع؛ نكسوا رؤوسكم؛ وغضوا أبصاركم؛ حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط؛ فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين؛ كمر البرق " ؛ أبو بكر ؛ في الغيلانيات؛ عن أبي أيوب .

التالي السابق


(إذا كان يوم القيامة؛ نادى مناد) ؛ أي: ملك؛ أو غيره من خلق الله (تعالى)؛ بأمره؛ (من بطنان العرش) ؛ أي: من باطنه؛ الذي لا تدركه الأبصار؛ قال في الصحاح: " بطنان الجنة" : وسطها؛ وقال الزمخشري : تقول العرب: " هو في بطنان الشباب" ؛ أي: في وسطه؛ وقال الراغب : يقال لما تدركه الحواس ظاهرا؛ ولما خفي باطنا؛ ومنه " بطنان القدر؛ وظهرانها" ؛ (يا أهل الجمع) ؛ أي: الخلائق؛ الذين اجتمعوا في الموقف؛ قال في الصحاح: " الجمع" : اسم لجماعة الناس؛ ويجمع على " جموع" ؛ والموضع: " مجمع" ؛ بفتح الميم الثانية؛ وكسرها؛ وفي المصباح: " الجمع" : الجماعة؛ تسمية بالمصدر؛ و" المجمع" : موضع الإجماع؛ (نكسوا رؤوسكم) ؛ أي: اخفضوها؛ (وغضوا أبصاركم) ؛ كفوها؛ واحبسوها؛ (حتى تمر فاطمة) ؛ الزهراء ؛ (بنت محمد) ؛ خاتم الأنبياء؛ حبيب الرحمن؛ (على الصراط) ؛ لتذهب إلى الجنة؛ (فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق) ؛ في السرعة؛ والمضاء؛ ويظهر أن المراد بالسبعين ألفا التكثير؛ لا خصوص العدد؛ قياسا على نظائره؛ وهذا فضل لها فخيم من ذلك [ ص: 421 ] الموقف العظيم؛ وفيه إشعار بأنها أفضل النساء مطلقا؛ ( أبو بكر) ؛ الشافعي ؛ (في) ؛ كتاب؛ (الغيلانيات) ؛ عن محمد بن يونس؛ عن حسين بن حسن الأشقر؛ عن قيس بن الربيع؛ عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة؛ (عن أبي أيوب) ؛ الأنصاري ؛ قال المصنف في مختصر الموضوعات: محمد بن يونس هو الكديمي؛ وهو والثلاثة فوقه متروكون.



الخدمات العلمية