الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
68 - " أبو بكر ؛ وعمر ؛ سيدا كهول أهل الجنة من الأولين؛ والآخرين؛ إلا النبيين؛ والمرسلين " ؛ (حم ت هـ) ؛ عن علي؛ (هـ)؛ عن أبي جحيفة ؛ (ع) والضياء ؛ في المختارة؛ عن أنس ؛ (طص)؛ عن جابر ؛ وعن أبي سعيد .

التالي السابق


( أبو بكر ) ؛ عبد الله ؛ أمير الشاكرين؛ أفضل من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء؛ وفاقا من أهل السنة؛ وإلزاما للشيعة؛ بما في الصحيح عن علي - كرم الله وجهه - أنه خير الناس؛ أسلم وأبوه وابنه وحفدته؛ ولم يسجد لصنم قط؛ ولا شرب خمرا؛ [ ص: 89 ] وحديث أنه شربها قبل تحريمها؛ وقعد ينوح على قتلى " بدر" ؛ فنزلت آية التحريم؛ باطل؛ ولهذا كانت عائشة تدعو على من ينسبه إليه:


تحيا بالسلامة أم بكر ... فهل لي بعد قومي من سلام



وتقول: " والله ما قاله" ؛ ومن ثم قال الأشعري: لم يزل بعين الرضا؛ وإنما ذكره بكنيته لأن اشتهاره بها أكثر؛ ( وعمر ) ؛ الفاروق ؛ ذو المقام الثابت المأنوق؛ الذي أعز الله به دعوة الصادق المصدوق؛ وفرق به بين الفصل والهزل؛ وأظهر نواميس الفضل والعدل؛ وأيد بما قواه به من لوامع الطول المديد شواهق التوحيد؛ فظهرت الدعوة؛ ورسخت الكلمة بما منحه الله من الصولة؛ حتى شيدت الدولة؛ (سيدا كهول أهل الجنة) ؛ يعني الكهول عند الموت؛ لأنه ليس في الجنة كهل؛ إذ هو من ناهز الأربعين؛ وخطه الشيب؛ وأهل الجنة في سن ثلاث وثلاثين؛ فاعتبر ما كانا عليه عند فراق الدنيا؛ ودخول الآخرة؛ كذا قرره القرطبي وغيره؛ وهو غير قويم؛ إذ لو اعتبر ما كانا عليه عند الموت لما قال: " كهول" ؛ بل " شيوخ" ؛ لأنهما ماتا شيخين؛ لا كهلين؛ فالأولى ما صار إليه بعضهم من أن المراد بالكهل هنا الحليم الرئيس العاقل المعتمد عليه؛ يقال: " فلان كهل بني فلان؛ وكاهلهم" ؛ أي: عمدتهم في المهمات؛ وسيدهم في الملمات؛ على أن ما صار إليه أولئك من أن الكهل من ناهز الأربعين غير متفق عليه؛ ففي النهاية: " الكهل" : من زاد عن ثلاثين إلى أربعين؛ وقيل: من ثلاث وثلاثين؛ إلى خمسين؛ وفي الصحاح: من جاوز الثلاثين؛ وخطه الشيب؛ نعم ذكر الحراني أن الكهولة من نيف وأربعين إلى نيف وستين؛ وعليه يصح اعتبار ما كانا عليه قبل الموت؛ (من الأولين؛ والآخرين) ؛ أي: الناس أجمعين؛ وهذا إطناب أتي به لقصد التعميم؛ ودخول الكافة تحت حيطته؛ إلا ما أخرجه بقوله: (إلا) ؛ وفي رواية لكثيرين: " ما خلا" ؛ (النبيين والمرسلين) ؛ زاد في رواية: " يا علي؛ لا تخبرهما" ؛ أي: قبلي؛ ليكون إخباري لهما أسر لهما؛ لا أن ذلك لخوف الفتنة عليهما؛ فقد أخبرهما بما هو أعظم؛ ولم يفتتنا.

(حم ق) ؛ في المناقب؛ (هـ؛ عن علي) ؛ قال الصدر المناوي: سنده سند البخاري ؛ (هـ؛ عن أبي جحيفة ) ؛ بضم الجيم؛ وفتح المهملة؛ وسكون المثناة تحت؛ وبالفاء؛ السوائي؛ بضم المهملة؛ وخفة الواو؛ وبالمد؛ واسمه وهب بن عبد الله ؛ أو وهب بن وهب بن سواء بن عامر بن صعصعة ؛ ويقال له: وهب الخير؛ كان علي يحبه؛ وولاه بيت المال؛ (ع؛ والضياء) ؛ المقدسي ؛ (في المختارة؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ (طس)؛ وكذا الحاكم في تاريخه؛ (عن جابر) ؛ ابن عبد الله ؛ قال الهيتمي: رواه عن شيخه المقدام بن داود؛ وقد ضعفه النسائي ؛ وبقية رجاله رجال الصحيح؛ (وعن أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ قال الهيتمي: فيه علي بن عابس؛ وهو ضعيف؛ فرمز المؤلف لصحته ينزل على الطريق الأول؛ أو مراده المتن.



الخدمات العلمية