الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
390 - " إذا أراد الله بقوم خيرا؛ مد لهم في العمر؛ وألهمهم الشكر " ؛ (فر)؛ عن أبي هريرة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله بقوم خيرا؛ أمد) ؛ أي: طول؛ (لهم في العمر) ؛ بالفتح؛ وبالضم؛ وبضمتين؛ أي: في الحياة؛ ليكثروا من الطاعة؛ ويعظم ثوابهم؛ و" المد" : الإمهال والزيادة؛ يقال: " مد الله في عمره" ؛ أمهله؛ وطوله؛ (وألهمهم الشكر) ؛ أي: ألقى في قلوبهم ما يحملهم [ ص: 262 ] على شكر المنعم؛ الموجب للمزيد؛ وهو صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله؛ أو الإتيان بما يفيد التعظيم على النعمة؛ سواء كان ثناء؛ أو غيره؛ وذلك بأن يتأمل الواحد منهم حاله بعين قلبه؛ فينظر فإذا هو غريق في بحار منن الله؛ وأياديه؛ وتأييده؛ من كثرة ما أنعم الله عليه؛ من إمداد التوفيق؛ والعصمة؛ وأنواع التأييد؛ والحراسة؛ وأشفق أن يكون منه إغفال الشكر؛ فيقع في الكفران؛ فينحط عن المنازل العالية؛ وتزول عنه تلك النعم؛ حتى يقع في سهل الفضل؛ وصحراء الشوق؛ وعرصات المحبة؛ ثم في رياض الرضوان؛ وبساتين الأنس؛ إلى بساط الانبساط؛ ومرتبة التقريب؛ ومجلس المناجاة؛ ونيل الخلع والكرامات؛ فهو يتنعم في هذه الحالة؛ ويتقلب في طيها أيام بقائه في هذا السجن؛ إلى دار القرار؛ فيلقى هناك من سيده من اللطف والعطف والترحيب والتقريب والإنعام؛ ما لا يقيد به وصف واصف؛ ولا نعت ناعت؛ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

(فر؛ عن أبي هريرة ) ؛ لم يرمز له بشيء؛ وفيه عنبسة بن سعيد ؛ تركه الفلاس؛ وضعفه الدارقطني .



الخدمات العلمية