الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
847 - " إذا لقيت الحاج؛ فسلم عليه؛ وصافحه؛ ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته؛ فإنه مغفور له " ؛ (حم)؛ عن ابن عمر ؛ (ح).

[ ص: 437 ]

التالي السابق


[ ص: 437 ] (إذا لقيت الحاج) ؛ بعد تمام حجه؛ (فسلم عليه؛ وصافحه) ؛ أي: ضع يدك في يده؛ (ومره) ؛ أي: اسأله؛ (أن يستغفر لك) ؛ بأن يقول: أستغفر الله لي ولك؛ والأولى كون ذلك (قبل أن يدخل بيته) ؛ أي: محل سكنه؛ فإنه إذا دخل انهمك غالبا في اللذات؛ ونيل الشهوات؛ (فإنه مغفور له) ؛ الصغائر؛ والكبائر؛ إلا التبعات؛ إذا كان حجه مبرورا؛ كما قيده في عدة أخبار؛ فتلقي الحاج؛ والسلام عليه؛ وطلب الدعاء منه؛ مندوب؛ ولقاء الأحباب لقاح الألباب؛ وأخبار تلك الديار أحلى من الأسمار؛ وقدوم الحاج يذكر بالقدوم على الله (تعالى)؛ وظاهر الحديث أن طلب الاستغفار منه مؤقت بما قبل الدخول؛ فإن دخل فات؛ لكن في الإحياء؛ عن عمر ؛ أن ذلك يمتد بقية الحجة؛ والمحرم؛ وصفر؛ وعشرين من ربيع الأول؛ انتهى؛ وعليه فينزل الحديث على الأولوية؛ فالأولى طلب ذلك منه حال دخوله؛ فلعله يخلط؛ أو يلهو.

(تنبيه): قال الإمام الرازي: الحكمة في طلب السلام عند التلاقي؛ والمكاتبة؛ دون غيرهما؛ أن تحية السلام طلبت عند ما ذكر؛ لأنها أول أسباب الألفة؛ ولأن السلامة التي تضمنها السلام هي أقصى الأماني؛ فتنبسط النفس عند الاطلاع عليه أي بسط؛ وتتفاءل به أحسن فأل؛ قال: وقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل الحسن؛ مع تضمن تحية السلام للتواضع؛ وتجنب الكبر؛ مع التأنيس للوحشة؛ واستمالة القلب؛ وسكون النفس للآتي بها؛ فتفتح أبواب المودة؛ وتتألف القلوب.

(تتمة) : قال العراقي: الخروج المندوب لتلقي الغائب؛ وتشييع المسافر؛ من نحو حاج؛ وغاز؛ لا يختص بحال؛ ولا بمسافة؛ بل هو بحسب العوائد؛ واختصاص المتلقي؛ والمشيع؛ بمن يتلقاه؛ أو يشيعه.

(حم؛ عن ابن عمر ) ؛ رمز لحسنه؛ وليس كما قال؛ ففيه محمد بن عبد الرحمن السلماني؛ ضعفوه؛ وممن جزم بضعفه الحافظ الهيتمي.



الخدمات العلمية