الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8988 - من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من نار (عد) عن ابن مسعود - (ض)

التالي السابق


(من كتم علما عن أهله ألجم) بالبناء للمفعول، والفاعل الله، وفي رواية: ألجمه الله (يوم القيامة لجاما من نار) أي الممسك عن الكلام ممثل بمن ألزم نفسه بلجام، وتنكير "علم" في حيز الشرط يوهم شمول العموم لكل علم حتى غير الشرعي، وخصه كثير كالحليمي بالشرعي، والمراد به ما أخذ من الشرع أو توقف هو عليه توقف وجود كعلم الكلام، أو كمال كالنحو والمنطق، والحديث نص في تحريم الكتم، وخصه آخرون بما يلزمه تعليمه وتعين عليه، واحترز بقوله "عن أهله" كتمه عن غير أهله، فمطلوب بل واجب، فقد سئل بعض العلماء عن شيء فلم يجب فقال السائل: أما سمعت خبر "من كتم علما... إلخ"؟ قال: اترك اللجام واذهب، فإن جاء من يفقهه فكتمته فيلجمني، وقوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم تنبيه على أن حفظ العلم عمن يفسده أو يضر به أولى، وليس الظلم في إعطاء غير المستحق بأقل من الظلم في منع المستحق، وجعل بعضهم حبس كتب العلم من صور الكتم، سيما إن عزت نسخه، وأخرج البيهقي عن الزهري : إياك وغلول الكتب، قيل: وما غلولها؟ قال: حبسها

(عد عن ابن مسعود ) بإسناد ضعيف، قال الزركشي: ورواه عبد الله بن وهب المصري عن عبد الله بن عباس عن أبيه عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظ: من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار، وهذا إسناده صحيح ليس فيه مجروح، وظن ابن الجوزي أن ابن وهب هو النشوي الذي قال فيه ابن حبان : دجال، وليس كذلك اهـ، ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم ، وصححه من حديث أبي هريرة وحسنه بلفظ: من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار، وقال الذهبي : سنده قوي.



الخدمات العلمية