الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9101 - من يدخل الجنة ينعم فيها لا يبأس: لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه (م) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(من يدخل الجنة ينعم) بفتح الياء والعين، أي يصيب نعمه ويدوم نعيمه (فيها) فكأنه مظنة أن يقال: كيف؟ فقال (لا يبأس) بفتح الهمزة، أي لا يفتقر، وفي رواية بضمها، أي لا يحزن ولا يرى بأسا، قيل: والصواب الأول وذا تأكيد لما قبله، وإنما جيء بالواو للتقرير على وزان لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (لا تبلى) بفتح حرف المضارعة واللام (ثيابه) لأنها غير مركبة من العناصر (ولا يفنى شبابه) إذ لا هرم ثم ولا موت يطوف عليهم ولدان مخلدون أي يبقون أبدا على شكل الولدان وحد الرصانة، وهذا صريح في أن الجنة أبدية لا تفنى، والنار مثلها، وزعم جهم بن صفوان أنهما فانيتان لأنهما حادثتان، ولم يتابعه أحد من الإسلاميين، بل كفروه به، وذهب بعضهم إلى إفناء النار دون الجنة، وأطال ابن القيم كشيخه ابن تيمية في الانتصار له في عدة كراريس، وقد صار بذلك أقرب إلى الكفر منه إلى الإيمان لمخالفته نص القرآن، وختم بذلك كتابه الذي في وصف الجنان، فكان من قبيل خبر: إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا قدر ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وقد سلف عن الزمخشري في ذلك ما فيه بلاغ فراجعه، وقد قال السبكي في ابن تيمية: هو ضال مضل

(م) في صفة الجنة (عن أبي هريرة ) قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة... فذكره، ولم يخرجه البخاري ، وفي الباب ابن عمر وغيره.



الخدمات العلمية