الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
9116 - منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا (عد) عن أنس و ( البزار ) عن ابن عباس - (ض)

التالي السابق


(منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا) النهمة: شدة الحرص على الشيء، ومنه النهم من الجوع كما في النهاية، قال الطيبي: إن ذهب في الحديث إلى الأصل كان "لا يشبعان" استعارة لعدم انتهاء حرصهما، وإن ذهب إلى الفرع يكون تشبيها، جعل أفراد المنهوم ثلاثة: أحدها المعروف، وهو المنهوم من الجوع، والآخرين من العلم والدنيا، وجعلهما أبلغ من المتعارف، ولعمري إنه كذلك، وإن كان المحمود منهما هو العلم، ومن ثم أمر الله رسوله بقوله وقل رب زدني علما ويعضده قول ابن مسعود عقبه: لا يستويان، أما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان، وأما صاحب العلم فيزداد من رضا الرحمن، وقال الراغب: النهم بالعلم استعارة، وهو أن يحمل على نفسه ما يقصر قواها عنه فينبت، والمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى اهـ. وهذا التقرير أقوى من قول الماوردي : في الحديث تنبيه على أن العلم يقتضى ما بقي منه ويستدعى ما تأخر عنه، وليس للراغب فيه قناعة ببعضه، قال حجة الإسلام: اجتمع في الإنسان أربعة أوصاف: سبعية وبهيمية وشيطانية وربانية، فهو من حيث سلط عليه الغضب يتعاطى أفعال السباع من التهجم على الناس بنحو ضرب وشتم والبغضاء وغير ذلك، ومن حيث سلط عليه الشهوة يتعاطى أفعال البهائم كشره وحرص وشبق، ومن حيث إنه في نفسه أمر رباني كما قال تعالى قل الروح من أمر ربي يدعي لنفسه الربوبية، ويحب الاستيلاء والاستعلاء والتخصص والاستبداد بالأمور والتعوذ بالربانية والانسلال عن رتبة العبودية، ويشتهي الاطلاع على العلوم كلها، ويدعي لنفسه العلم والمعرفة والإحاطة بحقائق الأمور، ويفرح إذا نسب إلى العلم، وهو حريص على ذلك لا يشبع منه

(عد) وكذا القضاعي (عن أنس) بن مالك، ظاهر صنيع المصنف أن ابن عدي خرجه وأقره، والأمر بخلافه، بل تعقبه بالرد فقال: محمد بن يزيد أحد رجاله ضعيف، كان يسرق الحديث فيحدث بأشياء منكرة اهـ. ومن ثم قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح، ( البزار ) في مسنده (عن ابن عباس ) قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.



الخدمات العلمية