الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومدلوله ) أي الخبر هو ( الحكم بالنسبة لا ثبوتها ) أي الحكم بثبوت النسبة لا نفس الثبوت . فإذا قلت : زيد قائم . فمدلوله الحكم بثبوت قيامه لا نفس ثبوت قيامه ; إذ لو كان الحكم بالنسبة ثبوت قيام زيد ، لزم منه أن لا يكون شيء من الخبر كذبا ، بل يكون كله صدقا . قاله الرازي وجمع كثير . وخالف القرافي فقال : إن العرب لم تضع الخبر إلا للصدق ، لاتفاق اللغويين والنحويين على أن معنى قام زيد : حصول القيام منه في الزمن الماضي . واحتماله الكذب ليس من الوضع ، بل من جهة المتكلم انتهى . قال الكوراني : والتحقيق في هذا المقام هو أن الخبر في مثل زيد قائم إذا صدر عن المتكلم بالقصد ، يدل على الإيقاع ، وهو الحكم الذي صدر عن المتكلم . ويدل أيضا على الوقوع . فكل منهما يسمى حكما ، فاحتمال الصدق والكذب وصدق الخبر وكذبه في نفس الأمر ، إنما هو باعتبار الإيقاع ; لأنه المتصف بذلك الوقوع ، وأما باعتبار إفادة المخاطب فالحكم هو الوقوع ; لأنك إذا قلت زيد قائم إنما يفيد المخاطب وقوع القيام ، لا أنك أوقعت القيام على زيد . فإنه لا يعد فائدة

التالي السابق


الخدمات العلمية