الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وفعل ) يعني : أن البيان يحصل بالفعل على الصحيح ، وعليه معظم العلماء .

والمراد : فعل النبي صلى الله عليه وسلم . وخالف في ذلك شرذمة قليلون .

دليل المعظم - كما قال ابن الحاجب وغيره - : أنه صلى الله عليه وسلم بين الصلاة والحج بالفعل . وقال { صلوا كما رأيتموني أصلي } وقال : { خذوا عني مناسككم } روى الأول البخاري من حديث مالك بن الحويرث . وروى الثاني مسلم من حديث جابر . لا يقال : إن الذي وقع به البيان قول ، وهو قوله " صلوا " و " خذوا " لأنا نقول : إنما دل القول على أن فعله بيان ، لا أن نفس القول وقع بيانا . وأيضا فالفعل مشاهد . والمشاهدة أدل ، فهو أولى من القول بالبيان . وفي الحديث { ليس الخبر كالمعاينة } رواه أحمد بسند صحيح عن ابن عباس مرفوعا ، وابن حبان والطبراني ، [ ص: 437 ] وزاد فيه { فإن الله تعالى أخبر موسى بن عمران عليه السلام عما صنع قومه من بعده . فلم يلق الألواح . فلما عاين ذلك ألقى الألواح } فيحصل البيان بالفعل ( ولو ) كان ذلك الفعل كله ( كتابة أو إشارة ) قال صاحب الواضح من الحنفية : لا أعلم خلافا في أن البيان يقع بالإشارة والكتابة . انتهى . مثال الكتابة : الكتب التي كتبت ، وبين فيها الزكوات والديات وأرسلت مع عماله . ومثال الإشارة : قوله صلى الله عليه وسلم { الشهر هكذا ، وهكذا ، وهكذا - وأشار بأصابعه العشرة . وقبض الإبهام في الثالثة - يعني تسعة وعشرين } ( و ) والبيان ( الفعلي أقوى ) من البيان القولي .

لأن المشاهدة أدل على المقصود من القول . وأسرع إلى الفهم ، وأثبت في الذهن ، وأعون على التصور وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم مثل ابن آدم وأجله وأمله بالخط المربع ، كما في الحديث الصحيح الذي في البخاري

التالي السابق


الخدمات العلمية