الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) أمر معلق ( بشرط أو صفة ليسا بعلة ) للمأمور به ، كقوله : إذا مضى شهر ، أو إذا هبت ريح ، أو إن سافر زيد ، فأعتق عبدا من عبيدي ، فحصل شيء مما علق عليه الأمر ، وأعتق عبدا من عبيده . فقد امتثل ما أمر به ( ولم يتكرر ) الأمر بعد ذلك ( بتكررهما ) أي : تكرر الشرط الذي ليس بعلة ثابتة ، ولا الصفة التي ليست بعلة ثابتة . وعلم مما تقدم أنه إن كان الشرط علة ثابتة نحو قوله تعالى { وإن كنتم جنبا فاطهروا } أو كانت الصفة علة ثابتة نحو قوله تعالى { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة } فإن الأمر يتكرر بتكرر ذلك اتفاقا . قاله ابن الباقلاني في التقريب ، وابن السمعاني والآمدي ، وتبعه ابن الحاجب وابن مفلح وغيرهم . قال في القواعد الأصولية : وكلام أصحابنا يقتضيه . قال ابن مفلح : لاتباع العلة ، لا للأمر . فمعنى هذا التكرير : أنه كلما وجدت العلة وجد الحكم ; لأنه إذا وجدت العلة وجد الحكم ، لا أنه إذا وجدت العلة يتكرر الفعل

التالي السابق


الخدمات العلمية