الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) من شروط العلة أيضا ( أن لا تتأخر علة الأصل عن حكمه ) يعني أنه يشترط أن لا يكون ثبوت العلة متأخرا عن ثبوت حكم الأصل المقيس عليه ، كما لو قيل فيمن أصابه عرق الكلب : أصابه عرق حيوان نجس ، فكان نجسا كلعابه ، فيمنع السائل كون عرق الكلب نجسا ، فيقول المستدل : لأنه مستقذر شرعا ، أي أمر الشرع بالتنزه عنه . فكان نجسا كبوله . فيقول المعترض : هذه العلة ثبوتها متأخر عن حكم الأصل ; فتكون فاسدة ; لأن حكم الأصل - وهو نجاسته - يجب أن تكون سابقة على استقذاره ; لأن الحكم باستقذاره إنما هو مرتب على ثبوت نجاسته . وإنما كانت هذه العلة فاسدة لتأخرها عن حكم الأصل فما يلزم من ثبوت الحكم من غير باعث ، على تقدير تفسير العلة بالباعث . وقد فرضنا تأخرها عن الحكم ، وهو محال ; لأن الفرض : أن الحكم قد عرف قبل ثبوت علته لكن إنما يتأتى هذا إذا قلنا إن معنى المعرف : الذي يحصل التعريف به . أما إذا قلنا : إنه الذي من شأنه التعريف : فلا لذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية