الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الثالث عشر :

                                                                                                                                                                                                                              أنكر حذيفة رضي الله عنه ربط البراق ، فروى الإمام أحمد والترمذي عنه أنه لما قيل له : ربط البراق قال : أخاف أن يفر منه وقد سخره له عالم الغيب والشهادة؟ قال البيهقي والسهيلي : والمثبت مقدم على النافي ، يعني من أثبت ربط البراق في بيت المقدس معه زيادة علم على من نفى ، فهو أولى بالقبول . قال الإمام النووي : وفي ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب ، وأن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله سبحانه وتعالى . وقال السهيلي : وفي هذا من الفقه التنبيه على الأخذ بالحزم مع صحة التوكل وأن الإيمان بالقدر كما روي عن وهب بن منبه لا يمنع الحزم من توقي المهالك ، قال وهب : وجدته في سبعين كتابا من كتب الله القديمة ، وهذا نحو من قوله صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                              «اعقلها وتوكل» .

                                                                                                                                                                                                                              فإيمانه صلى الله عليه وسلم بأنه قد سخر له كإيمانه بقدر الله تعالى وعلمه بأنه قد سبق في أم الكتاب ما سبق ، ومع ذلك كان يتزود في أسفاره ، ويعد السلاح في حروبه ، حتى لقد ظاهر بين درعين في غزوة أحد وربطه للبراق من هذا الفن .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية