الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي عشر : في سؤاله لهم أن يتمنوا الموت إن كانوا صادقين في دعاوى ادعوها

                                                                                                                                                                                                                              قال الله عز وجل : قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين [سورة البقرة ، آية : 94]

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن جرير عن أبي العالية أنه قال : "قالوا : لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ، وقالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه" . فأنزل الله تعالى الآية الأولى فلم يفعلوا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الآية الأولى لما نزلت قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن كنتم في مقالتكم صادقين قولوا اللهم أمتنا ، فوالذي نفسي بيده لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه" ، فأبوا أن يفعلوا وكرهوا ما قال لهم ، فنزل : ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين [سورة البقرة ، آية : 95] يعني عملته أيديهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية : "والله لن يتمنوه أبدا" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق آخر عنه ، قال : "لو تمنى اليهود الموت لشرق أحدهم بريقه" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لو أن اليهود تمنوا الموت ، لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار" . [ ص: 410 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية