الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما قول الشافعي : " وأبان بينه وبين خلقه بما فرض عليهم من طاعته " ، وطاعة أولي الأمر واجبة لوجوب طاعته ، قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ النساء : 59 ] وفي أولي الأمر ثلاثة أقاويل :

                                                                                                                                            أحدها : أنهم الأمراء . وهو قول ابن عباس .

                                                                                                                                            والثاني : هم العلماء . وهو قول جابر .

                                                                                                                                            والثالث : هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهو قول مجاهد . فأوجب طاعة أولي الأمر كما أوجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأين موضع الإبانة بينه وبين خلقه بما فرض عليهم من طاعته ؟ وعن ذلك ثلاثة أجوبة :

                                                                                                                                            أحدها : أن طاعة أولي الأمر من طاعة الرسول لتباينهم عنه ، وقيامهم مقامه ، فصار هو المخصوص بها دونهم .

                                                                                                                                            والثاني : أن طاعة الرسول واجبة في أمور الدين والدنيا ، وطاعة أولي الأمر مختصة بأمور الدنيا دون الدين ، فتميز عنهم بوجوب الطاعة .

                                                                                                                                            والثالث : أن طاعة الرسول باقية في أوامره ونواهيه إلى قيام الساعة ، وطاعة أولي الأمر مختصة بمدة حياتهم وبقاء نظرهم ، فكان هذا موضع الإبانة بينه وبينهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية