الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              أولا: دور الوقف في تنشيط حركة التأليف الطبية

              كانت هـناك أوقاف خـاصة للإنفـاق على تأليـف الكتب في الطب والصيدلة، وبذلك استطاع العلماء أن يكتبوا أو يكملوا كتبا في العلوم الطبية [1] .

              ومع ازدهار الإسلام نشطت حركة التأليف التي حمل لواءها علماء ظهروا في تاريخ الأمة الإسلامية، وأسهموا بأكبر نصيب في وضع أسس الحضارة الحديثة، فلقد اغترف علماء الغرب من مؤلفات المسلمين الأوائل، التي كانت النبع الأصيل في ازدهار المعارف الإنسانية في كل الفنون، وكان للطب نصيب وافر في كتب علماء الأمة الإسلامية الذين قدموا أعظم تراث علمي حضاري لبني الإنسان.

              ولقد انتشر سيل المؤلفات الطبية التي ألفها علماء الإسلام، فغطى المعمور من الكون، فلا توجـد أمة من الأمم، بشهادة «تاريخ العلم»، إلا وأخذت من كتب الأطباء والمؤلفين في الأمة الإسلامية في عصورها الزاهرة، ويقرر تاريخ العلم: أن مؤلفات المسلمين الأوائل في علم الطب أمثـال الرازي ، وابن سيـنا ، والكنـدي ، وعمـار الموصـلي ، وعـلي ابن ربن الطبري ، والزهراوي ، وابن زهر ، وابن النفيـس، وابن رضوان [ ص: 155 ] وغيرهم مما لا يتسع المجال لحصره، كانت كتبهم هـي الأساس الجوهري لمواد التعليم في جماعات أوروبا قرونا عديدة.

              ولقد امتازت مؤلفات علماء الإسلام بالدقة في التفكير، والوضوح في العرض، والسلامة في الاستنتاج، والأمانة العلمية، والانطلاق باكتشافاتهم، والتعبير عن آرائهم بحرية تامة للوصول إلى الحقيقة العلمية؛ مما جعل مؤلفاتهم يستفيد منها طالب الطب والطبيب الممارس للمهنة



              [2] .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية