الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              ثالثا: حفظ الصحة من أخلاق الإسلام

              لعل من الأمور اللافتة للنظر تلك الشمولية أو ذلك التكامل الذي تتصف به العقيدة الإسـلامية، فكرا وسـلوكا، فلا نكاد نسـأل عن قضية من القضـايا أو مسـألة من المسائل أو علم من العلوم إلا وجدنا قدرا لا بأس به، قل أو كثر، حول ذلك في تراثنا العريق، وهذا لا شك جانب من جوانب الإعجـاز، تتجلى فيه القدرة الإلهية، فيزداد الإنسان إيمانا ويقيـنا، ويظل يرد النبع الصافي للإسلام، كي ينهل منه في أي عصر من العصور



              [1] .

              والمسلم يقدر عناية دينه بصحة الأبدان، إذ هـي سبيل الجهاد، ووسيلة العمل، فيعنى بالوقاية، وهي أول خطوة في طريق العافية، وهي التي تقيه [ ص: 63 ] آفات المرض وآلامه، ومن أجلها كانت النظافة فريضة وشرطا للعبادة في الإسلام، وفي سبيلها أيضا كان تحريم الخبائث من الطعام والشراب



              [2] .

              يقول « غوستاف لوبون » في كتابه «حضارة العرب»: «لم يجهل العرب أهمية حفظ الصحة، وكان العرب يعرفون جيدا أن علم الصحة يعلمنا طرق الوقاية من الأمراض التي لا يستطيع الطب شفاءها، وكانت مناهجهم الصحية سليمة منذ القدم. وما أمر به القرآن من الوضوء والامتناع عن شرب الخمر، ثم ما سار عليه أبناء البلاد من تفضيل الطعام النباتي على الطعام الحيواني في غاية الحكمة. وقد عرف الطبيب العربي أن حفظ الصحة موجود، وردها مفقود»



              [3] .

              وكان الأطباء يبذلون عناية خاصة بتدبير الوسائل التي تساعد على حفظ الصحة عملا بالحكمة القائلة: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

              التالي السابق


              الخدمات العلمية