الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              أوقاف الرعاية الصحية

              الدكتور / أحمد عوف عبد الرحمن

              المبحث الثاني

              آفاق التعاون بين مؤسسة الوقف والمؤسسات الطبية

              شرع الإسلام الوقف أداة اجتماعية مرادفة وموازنة لأدوات أخرى، كالزكاة والصدقات والهبات والكفايات والنفقات بين الأقارب وسائر موارد بيت المال، استهدف من خلالها تحرير الإنسان من الجوع والجهل والمرض وجميع أشكال التخلف، وعلى نحو مماثل تماما لتحريره من الخرافة والضلالة والكفر والشرك جميعا [1] .

              إن المتتبع لتاريخ الطب والمستشفيات في الإسلام يجد تلازما شبه تام بين تطور الأوقاف واتساع نطاقها وانتشارها في جميع بلاد المسلمين من جهة وبين تقدم الطب، كعلم وكمهنة، والتوسع في مجال الرعاية الصحية للمواطنين من جهة أخرى، حيث يكاد الوقف يكـون هـو المصدر الأول والوحيد في كثير من الأحيان للإنفاق على العديد من المستشفيات والمدارس والمعاهد الطبية، وأحيانا تجد مدنا طبية متكاملة تمول من ريع الأوقاف، علاوة على ما تقدمه الأوقاف من أموال تصرف على بعض الأمور المتعلقة بالصحة مثل الحمامات العامة وتغذية الأطفال ورعاية العاجزين وغير ذلك. [ ص: 70 ] وقد ظل الحال على هـذا قرونا عديدة؛ ولذلك يذهب كثير من المحللين للتاريخ الإسلامي إلى أن التقدم العلمي وازدهار علم الطب والصيدلية والكيمياء في بلاد المسلمين كان ثمرة من ثمرات نظام الوقف الإسلامي



              [2] ، ولا يتسع المجال لحصر الأوقاف الإسلامية في مجال الطب والصيدلة والتمريض والتعليم الطبي.

              وإذا أجيز لنا اعتبار المستشفيات - أو البيمارستانات



              [3] - أهم مظهر من مظاهر الحضارة الطبية الإسلامية، كانت دراسة البيمارستانات في الإسلام أمرا ضروريا للباحثين في تاريخ الأوقاف والرعاية الصحية.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية