الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              أوقاف الرعاية الصحية

              الدكتور / أحمد عوف عبد الرحمن

              المبحث الثالث

              البيمارستانات خلال عصور الحضارة الإسلامية

              لقد تنوعت البيمارستانات من حيث الخصوص والعموم، فهناك بيمارستانات لبعض طوائف الأمة كرجال الجيش أو المسجونين، كما أن هـناك بيمارستانات لعلاج أمراض خاصة، وإلى جانب هـذه المشافي أنشئت البيمارستانات العامة، وكانت هـذه تفتح أبوابها لمعالجة الجمهور، وكانت مقسمة إلى قسمين منفصلين بعضهما عن بعض: قسم للذكور، وقسم للإناث، وكل قسـم فيه قاعـات متعـددة، كل واحدة منها لنوع معين من الأمراض. وكما كانت هـناك أوقاف لعلاج الأمراض العضوية، كانت هـناك أوقاف أيضا لعلاج الأمراض النفسية، بل إن بعض تلك الأوقاف يمثل نظرة إنسانية فريدة..!! وتدل الوثائق الوقفـية على البيمارستانات، سـواء أكانت خاصـة أم عامة، على نظام دقيق من حيث الإدارة والإشراف الطبي، ووسائل العلاج، وكان من يمارس مهنة الطب لا يسمح له بها حتى يؤدي امتحانا أمام كبير أطباء الدولة، وكان هـذا الامتحان في صورة دراسة علمية في موضوع طبي. وقد تكون هـذه الدراسة من تأليفه أو من تأليف أحد كبار [ ص: 89 ] علماء الطب ولكن له عليها دراسات وشروح، فيمتحن فيها، فإن أحسن الإجابة أجازه كبير الأطباء بما يسمح له بمزاولة مهنة الطب.

              ويروى أن أحد الأطباء أخطأ، في عام 319هـ في أيام الخليفة المقتدر ، في علاج رجل فمات..!! فأمر الخليفة أن يمتحن جميع الأطباء في بغداد من جديد..!! وكان عددهم وقتئذ نحو تسعمائة طبيب [1] .

              وليزداد تعرفنا على البيمارستانات خلال عصور الحضارة العربية الإسلامية من حيث خطوات إنشائها والنظم الصحية والإدارية والفنية التي طبقت فيها، لنقم سويا بشرح نظم وإجراءات العمل بأحد تلك البيمارستانات بأسلوب حديث سهل معتمدين على نصوص أصلية وصلتنا من تلك المرحلة، واعتمادنا الأول على نص وقفية البيمارستان المنصوري الذي وصلنا شبه كامل:

              التالي السابق


              الخدمات العلمية