الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6965 ) مسألة : قال : ( وفي إسكتي المرأة الدية ) الإسكتان : هما اللحم المحيط بالفرج من جانبيه ، إحاطة الشفتين بالفم . وأهل اللغة يقولون : الشفران حاشيتا الإسكتين ، كما أن أشفار العين أهدابها . وفيهما دية المرأة إذا قطعا . وبهذا قال الشافعي . وقاله الثوري ، إذا لم يقدر على جماعها . وقضى به محمد بن سفيان إذا بلغ العظم ; لأن فيهما جمالا ومنفعة ، وليس في البدن غيرهما من جنسهما ، فوجبت فيهما الدية ، كسائر ما فيه منه شيئان ، وفي إحداهما نصف الدية ، كما ذكرنا في غيرهما .

                                                                                                                                            وإن جنى عليهما فأشلهما ، وجبت ديتهما ، كما لو جنى على شفتيه فأشلهما . ولا فرق بين كونهما غليظتين أو دقيقتين ، قصيرتين أو طويلتين ، من بكر أو ثيب ، أو صغيرة أو كبيرة ، مخفوضة أو غير مخفوضة ; لأنهما عضوان فيهما الدية ، فاستوى فيهما جميع ما ذكرنا ، كسائر أعضائها ، ولا فرق بين الرتقاء وغيرها ; لأن الرتق عيب في غيرهما ، فلم ينقص ديتهما ، كما أن الصمم لم ينقص دية الأذنين . والخفض : هو الختان في حق المرأة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية