الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقوله بالجر عطف على قوله " فضل الزرع " ، وذكر هذه الآية لاشتمالها على الحرث والزرع ، وأيضا تدل على إباحة الزرع من جهة الامتنان به ، وفيها وفي الآيات التي قبلها رد وتبكيت على المشركين الذين قالوا : نحن موجودون من نطفة حدثت بحرارة كائنة ، وأنكروا البعث والنشور بأمور ذكرت ، فيها من جملتها قوله : " أفرأيتم ما تحرثون " ، أي : تثيرون في الأرض وتعملون فيها ، وتطرحون البذار " أأنتم تزرعونه " ، أي : تنبتونه وتردونه نباتا ينمي إلى أن يبلغ الغاية . قوله تعالى : لو نشاء لجعلناه حطاما أي : هشيما لا ينتفع به ولا تقدرون على منعه . وقيل : نبتا لا قمح فيه ، " فظلتم تفكهون " أي : تفجعون . وقيل : تحزنون ، وهو من الأضداد ، تقول العرب : تفكهت ، أي : تنعمت وتفكهت ، أي : حزنت . وقيل : التفكه : التكلم فيما لا يعنيك ، ومنه قيل للمزاح فكاهة ، وأخذوا من قوله : " أم نحن الزارعون " أن لا يقول أحد زرعت ، ولكن يقول حرثت ، وفي تفسير النسفي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يقولن أحدكم زرعت ، وليقل حرثت " قال أبو هريرة : ألم تسمعوا قول الله تعالى : أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( قلت ) : هذا الحديث أخرجه ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة مرفوعا ، وفي تفسير عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن ، يعني : السلمي أنه كره أن ، يقال : زرعت ، ويقول : حرثت .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية