الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2226 3 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن منع فضل الماء يدل على أن صاحب الماء أحق به عند عدم الفضل ، وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، والأعرج هو عبد الرحمن بن هرمز .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في ترك الحيل عن إسماعيل ، وأخرجه مسلم في البيوع عن يحيى بن يحيى ، وأخرجه النسائي في إحياء الموات عن محمد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم ، أربعتهم عن مالك به ، وأخرجه أبو داود من رواية جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ البخاري ، وكذلك الترمذي من حديث قتيبة عن الليث عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ، وأخرجه ابن ماجه من رواية سفيان عن أبي الزناد بلفظ : لا يمنع أحدكم فضل الماء يمنع به الكلأ ، وفي لفظ بهذا الإسناد : ثلاث لا يمنعن الماء والكلأ والنار ، وأخرج ابن ماجه أيضا من رواية حارث عن عمرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يمنع فضل الماء ولا يمنع نفع البئر .

                                                                                                                                                                                  وأخرج أحمد في مسنده : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من منع فضل مائه أو فضل كلائه منعه الله عز وجل فضله ، وأخرج أبو يعلى في مسنده من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من منع فضل مائه منعه الله فضله يوم القيامة ، وروى ابن مردويه في تفسيره من رواية مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا عباد الله فضل الماء ولا كلأ ولا نارا ، فإن الله جعلها متاعا للمقوين وقوة للمستضعفين .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) قوله " لا يمنع " على صيغة المجهول ، قوله " ليمنع به " اللام هذه وإن كان النحاة يقولون إنها لام كي [ ص: 194 ] فهي لبيان العاقبة والمآل كما في قوله تعالى : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا قوله " الكلأ " بفتح الكاف واللام وبالهمزة العشب سواء كان يابسا أو رطبا ، وفي المحكم : هو اسم للنوع ولا واحد له ، ومعنى هذا الكلام ما قاله الخطابي : هذا في الرجل يحفر البئر في الموات فيملكها بالإحياء وبقرب البئر موات فيه كلأ ترعاه الماشية ولا يكون لهم مقام إذا منعوا الماء ، فأمر صاحب الماء أن لا يمنع الماشية فضل مائه لئلا يكون مانعا للكلإ ، قلت : توضيح ذلك الذي عليه الجمهور أن يكون حول بئر رجل كلأ ليس عنده ماء غيره ، ولا يمكن أصحاب المواشي رعيه إلا إذا مكنوا من سقي بهائمهم من تلك البئر لئلا يتضرروا بالعطش بعد الرعي ، فيستلزم منعهم من الماء منعهم من الرعي ، وعلى هذا يختص البذل بمن له ماشية ، ويلحق به الرعاة إذا احتاجوا إلى الشرب لأنهم إذا منعوا منه امتنعوا من الرعي هناك ، وقال ابن بزيزة : منع الماء بعد الري من الكبائر . ذكره يحيى في خراجه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية