الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2155 15 - ( حدثنا عمر بن حفص قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش عن مسلم ، عن مسروق قال : حدثنا خباب قال : كنت رجلا قينا فعملت للعاص ابن وائل فاجتمع لي عنده فأتيته أتقاضاه فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد ، فقلت : أما والله حتى تموت ثم تبعث فلا ، قال : وإني لميت ثم مبعوث ؟ قلت : نعم ، قال : فإنه سيكون لي ثم مال وولد فأقضيك ، فأنزل الله تعالى : " أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، والحديث قد مضى في كتاب البيوع في باب ذكر القين والحداد فإنه أخرجه هناك عن محمد [ ص: 95 ] ابن بشار عن ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن خباب إلى آخره ، وأخرجه هنا عن عمر بن حفص ، عن أبيه حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي قاضيها ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي الضحى مسلم ، عن مسروق ، إلى آخره ، وقد مر الكلام فيه هناك ، والقين بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف الحداد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أما " حرف التنبيه ، وجواب القسم محذوف تقديره : لا أكفر ، قوله : " حتى تموت " غاية له والغرض التأييد كما في قولك : إبليس عليه اللعنة إلى يوم القيامة ، وبعد البعث لا يمكن الكفر ، قوله : " فلا " أي فلا أكفر ، ويروى هكذا فلا أكفر . فإن قلت : الفاء لا تدخل جواب القسم ، قلت : المذكور مفسر للمقدر ، ويروى أما بتشديد الميم ، وتقديره أما أنا فلا أكفر والله ، وأما غيري فلا أعلم حاله ، قوله : " وإني " همزة الاستفهام مقدرة فيه ، وإنما أكد بأن واللام مع أن المخاطب هو خباب غير منكر ولا متردد في ذلك لأن العاص فهم منه التأكيد في مقابلة إنكاره فكأنه قال : أتقول هذا الكلام المؤكد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية