الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2912 ) فصل : ولا يجوز بيع ما المقصود منه مستور في الأرض ، كالجزر ، والفجل ، والبصل ، والثوم حتى يقلع ، ويشاهد . وهذا قول الشافعي ، وابن المنذر ، وأصحاب الرأي . وأباحه مالك ، والأوزاعي ، وإسحاق ; لأن الحاجة داعية إليه ، فأشبه بيع ما لم يبد صلاحه تبعا لما بدا .

                                                                                                                                            ولنا أنه مبيع مجهول ، لم يره ، ولم يوصف له ، فأشبه بيع الحمل . ولأن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى عن بيع الغرر . } رواه مسلم . وهذا غرر . وأما بيع ما لم يبد صلاحه ، فإنما جاز بيعه لأن الظاهر أنه يتلاحق في الصلاح ، ويتبع بعضه بعضا ، فإن كان مما تقصد فروعه وأصوله ، كالبصل المبيع أخضر ، والكراث ، والفجل ، أو كان المقصود فروعه ، فالأولى جواز بيعه ; لأن المقصود منه ظاهر ، فأشبه الشجر ، والحيطان التي لها أساسات مدفونة .

                                                                                                                                            ويدخل ما لم يظهر في البيع تبعا ، فلا تضر جهالته ، كالحمل في البطن ، واللبن في الضرع مع الحيوان ، وإن كان معظم المقصود منه أصوله ، لم يجز بيعه في الأرض ; لأن الحكم للأغلب . فإن تساويا لم يجز ; لأن الأصل اعتبار الشرط في الجميع ، وإنما سقط اعتباره فيما كان معظم المقصود منه ظاهرا تبعا ، ففيما عداه يبقى على الأصل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية