الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2781 ) فصل : وإن شرط الخيار لأجنبي ، صح ، وكان اشتراطا لنفسه ، وتوكيلا لغيره ، وهذا قول أبي حنيفة ، ومالك . وللشافعي فيه قولان ; أحدهما ، لا يصح ، وكذلك قال القاضي : إذا أطلق الخيار لفلان ، أو قال لفلان دوني . لم يصح ; لأن الخيار شرط لتحصيل الحظ لكل واحد من المتعاقدين بنظره ، فلا يكون لمن لا حظ له فيه .

                                                                                                                                            وإن جعل الأجنبي وكيلا ، صح . ولنا ، أن الخيار يعتمد شرطهما ، ويفوض إليهما ، وقد أمكن تصحيح شرطهما ، وتنفيذ تصرفهما على الوجه الذي ذكرناه ، فلا يجوز إلغاؤه مع إمكان تصحيحه ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { المسلمون على شروطهم } . فعلى هذا ، يكون [ ص: 20 ] لكل واحد من المشترط ووكيله الذي شرط الخيار له الفسخ .

                                                                                                                                            ولو كان المبيع عبدا ، فشرط الخيار له ، صح ، سواء شرطه له البائع ، أو المشتري ; لأنه بمنزلة الأجنبي . وإن كان العاقد وكيلا ، فشرط الخيار لنفسه ، صح ، فإن النظر في تحصيل الحظ مفوض إليه . وإن شرطه للمالك ، صح ; لأنه هو المالك ، والحظ له . وإن شرطه لأجنبي ، لم يصح ; لأنه ليس له أن يوكل غيره ، ويحتمل الجواز ، بناء على الرواية التي تقول : للوكيل التوكيل .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية