الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3432 ) فصل : إذا اشترى غراسا ، فغرسه في أرضه ، ثم أفلس ، ولم يزد الغراس ، فله الرجوع فيه ; لأنه أدرك متاعه بعينه . وإذا أخذه ، فعليه تسوية الأرض ، وأرش نقصها الحاصل بقلعه ; لأنه نقص حصل لتخليص ملكه من ملك غيره . وإن بذل المفلس والغرماء له قيمته ، ليملكوه بذلك ، لم يجبر على قبولها ; لأنه إذا اختار أخذ ماله ، وتفريغ ملكهم ، وإزالة ضرره عنهم ، فلم يكن لهم منعه ، كالمشتري إذا غرس في الأرض المشفوعة . وإن امتنع من القلع ، فبذلوا له القيمة ليملكه المفلس ، أو أرادوا قلعه وضمان النقص ، فلهم ذلك . وكذلك إذا أرادوا قلعه من غير ضمان النقص ; لأن المفلس إنما ابتاعه مقلوعا ، فلم يجب عليه إبقاؤه في أرضه

                                                                                                                                            وقيل : ليس لهم قلعه من غير ضمان النقص ; لأنه غرس بحق ، فأشبه غرس المفلس في الأرض التي ابتاعها إذا رجع بائعها فيها . والفرق بينهما ظاهر ; فإن إبقاء الغراس في هذه الصورة حق عليه ، فلم يجب عليه بفعله ، وفي التي قبلها إبقاؤه حق له فوجب له بغراسه في ملكه . فإن اختار بعضهم القلع ، وبعضهم التبقية ، قدم قول من طلب القلع ، سواء كان المفلس أو الغرماء ، أو بعض الغرماء ; لأن الإبقاء ضرر غير واجب ، فلم يلزم الممتنع منه الإجابة إليه

                                                                                                                                            وإن زاد [ ص: 278 ] الغراس في الأرض ، فهي زيادة متصلة ، تمنع الرجوع على قول الخرقي ، ولا تمنعه على رواية الميموني .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية