الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه السادس: وهو أن يقال: واجب الوجود ليس كمثله شيء من الأشياء، ولا يجوز أن يجعل له عدل ولا ند ولا مثل في أفعاله، كما لا يجوز أن يجعل له ذلك في صفاته وأسمائه، ومن خصائصه أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما شاء فعل، وليس غيره من القادرين بهذه المثابة، وليس غيره يفعل ما يشاء، بل قد يعجز عنه، وإذا كانت مشيئته في عمومها ونفوذها من خصائصه فهو إذا شاء فعل وإذا شاء ترك، وذاته هي الموجبة لهذه المشيئة المتعلقة بالفعل، وإن لم يكن لغيره مثل هذه المشيئة؛ إذ ليس غيره واجب الوجود ولا صفاته واجبة بوجه كما أن ذاته ليست واجبة؛ بل يمكن وجود ذاته دون صفاته، وإن كانت ذاته واجبة بغيرها، فكما لا عدل لله في صفاته لا عدل له في أفعاله، يقرر هذا:

التالي السابق


الخدمات العلمية