الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وكذلك أنه يمكن الجواب عن القسمين بهذين الوجهين:

أما الأول: فيقال: لا نسلم أن المؤثر إذا لم يكن حاصلا بتمامه في الأزل يلزم التسلسل، لأن المراد بالمعين هنا المؤثر في المخلوقات وهذا قد يكون حاصلا بتمامه؛ ولكن نفس التأثير الذي يقال إنه قام به من التخليق والكلام والإرادة لم يكن حاصلا، أو وجود شرط / وانتفاء مانع ليس بحاصل؛ فإن هذا كله من تمام المؤثر كان المراد بالمؤثر عنده مجموع الأمور التي إذا وجدت وجد المفعول وهي الأمور التي يجب [أن] يقارنها المفعول، وتكون واجباتها، فإذا لم تحصل هذه الأمور لم يكن المؤثر حاصلا؛ لكن يقال: هذه الأمور إذا لم تكن جميعها حاصلة؛ بل فات بعضها، لم يكن المؤثر الأول حتى يلزم [ ص: 243 ] التسلسل؛ بل يكون هذا المؤثر الثاني هو المؤثر في ذلك الشرط أو زوال ذلك المانع، وليس المؤثر في العالم المؤثر في بعض الأسباب التي يجب العالم عندها سواء قيل هو التخليق أو الكلام أو الإرادة أو غير ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية