الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
36 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة قال: حدثنا أبو داود السجستاني قال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا الليث، عن الزهري عن عروة أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها، فقال الأنصاري: سرح الماء يمر فأبى عليه الزبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: "اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك"، قال: فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله: أن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر"، فقال الزبير: فوالله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) [ ص: 107 ] أخرجه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري في الصحيح من حديث الليث بن سعد.

37 - وفي رواية معمر وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة أنه قال: واستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري، وكان أشار عليهما قبل ذلك بأمر كان له فيه سعة، وقد أخرجه البخاري.

38 - قال الشافعي: وهذا القضاء سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حكم منصوص في القرآن [ ص: 108 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية