الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1070 - ورواه الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، حين فاته ذلك عن عروة، كما روى عنه، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث: "من ابتلي [ ص: 399 ] من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار"، حين فاته ذلك عن عروة.

1071 - كذلك روى عن حديث بسرة حين فاته ذلك عن عروة.

1072 - ثم رواه مرة عن أبي بكر بن محمد، عن عروة، إذ كان الأوزاعي حفظه عنه، عن أبي بكر، والحديث كان عندهما جميعا. فرواه عنهما.

1073 - وهما من أهل الفقه والصدق في الرواية عند كافة أهل الحديث.

1074 - وقد روينا عن الزهري، أنه قال: ما أعلم بالمدينة مثل عبد الله بن أبي بكر، ولكن إنما منعه أن يرتفع ذكره مكان أبيه أنه حيي.

1075 - أخبرناه أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرني أشهب، عن مالك قال: أخبرني ابن غزية قال: قال لي ابن شهاب فذكره [ ص: 400 ] .

1076 - وروينا عن عمر بن عبد العزيز: أنه استقضى أبا بكر بن محمد، وكتب إليه ليكتب له السنن بالمدينة، واعتمد عليه في ذلك.

1077 - قال الشيخ أحمد: ولم يخطر ببالي أن يكون إنسان يدعي معرفة الآثار والرواية ثم يطعن في أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد الله [ ص: 401 ] .

1078 - قال الطحاوي: فإن قالوا قد روى هذا الحديث هشام بن عروة، عن أبيه، قيل لهم: إن هشام بن عروة لم يسمع هذا من أبيه، إنما أخذه من أبي بكر أيضا، ونسبه في ذلك إلى التدليس.

1079 - قال الشيخ أحمد: وأيش يكون إذا كان يرويه عن أبي بكر، وأبو بكر ثقة حجة عند كافة أهل العلم بالحديث؟، إنما يضعف الحديث بأن يدخل الثقة بينه وبين من فوقه مجهولا أو ضعيفا، فإذا أدخل ثقة معروفا قامت به الحجة.

1080 - وقد روى هشام، عن أخيه عثمان بن عروة، عن أبيه، حديث الطيب.

1081 - وروى عن يحيى بن سعيد، عن عروة، حديث الآبق.

1082 - ومثل ذلك في الرواية كثير ولم يرد به أحد من أهل العلم شيئا من ذلك.

1083 - على أنه يحتمل أن يكون أخذه عنه أولا، ثم سمعه من أبيه، فحدث به عن أبيه.

[ ص: 402 ] 1084 - فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا منصور العتكي، يقول: سمعت الفضل بن محمد الشعراني، يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: حدثني يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: "لم يسمع هشام بن عروة حديث أبيه في مس الذكر" قال يحيى: فسألت هشاما، فقال: أخبرني أبي.

1085 - ثم أخذ الطحاوي في رواية أحاديث لم نعتمد عليها في الوضوء من مس الذكر، وجعل يضعفها مرة بضعف الرواية، ومرة بالانقطاع، وإن من أوجب الوضوء منه لا يقول بالمنقطع.

1086 - ونحن إنما لا نقول بالمنقطع إذا كان منفردا، فإذا انضم إليه غيره، أو انضم إليه قول بعض الصحابة، أو ما تتأكد به المراسيل، ولم يعارضه ما هو أقوى منه فإنا نقول به، وقد مضى بيان ذلك في أول الكتاب.

1087 - ومرسل محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قد انضم إليه في رواية الشافعي مرسل يحيى بن أبي كثير، عن رجال من الأنصار، ومرسل عمرو بن شعيب، وانضم إليه قول جماعة من الصحابة، وهم لا يقولون إلا عن توقيف. فالرأي لا يقتضيه مع ما روينا فيه من المسانيد الصحيحة من أوجه لا يكون مثلها غلطا.

1088 - وقد روي حديث عمرو بن شعيب موصولا.

التالي السابق


الخدمات العلمية