الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1329 - وحكى بعض أصحابنا عن الشافعي، أنه قال في بعض كتبه: إن صح الحديث في الوضوء من لحوم الإبل قلت به.

1330 - وقد صح فيه حديثان عند أهل العلم بالحديث.

1331 - أحدهما حديث جابر بن سمرة.

1332 - وهو فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة، عن سماك، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عنده، فقال: يا رسول الله أنتطهر من لحوم الغنم؟ قال: "إن شئت، وإن شئت فدع" قال: أفأصلي في مرابض الغنم؟ قال: "نعم" قال: أفأتطهر من لحوم الإبل؟ قال: "نعم" قال: أفأصلي في مبارك الإبل؟ قال: "لا" [ ص: 452 ] .

1333 - رواه مسلم في الصحيح، عن أبي كامل الجحدري، عن أبي عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر معناه، وقال فيه: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: "نعم". فتوضأ من لحوم الإبل.

1334 - ثم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن سماك.

1335 - وعن القاسم بن زكريا، عن عبد الله بن موسى، عن شيبان، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأشعث بن أبي الشعثاء، كلهم عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى حديث أبي كامل.

1336 - وأما البخاري فإنه لم يخرجه ولعله إنما لم يخرج حديث ابن موهب، وأشعث، لاختلاف وقع في اسم جعفر بن أبي ثور [ ص: 453 ] .

1337 - وقول علي بن المديني لجعفر هذا: هو مجهول.

1338 - وهذا لا يعلل الحديث، وذلك لأن سفيان الثوري، وزكريا بن أبي زائدة تابعا زائدة على روايته، عن سماك، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر.

1339 - وإنما قال شعبة: عن سماك، عن أبي ثور بن عكرمة بن جابر.

1340 - وشعبة أخطأ فيه قاله أبو عيسى الترمذي قال: وجعفر بن أبي ثور رجل مشهور، وهو من ولد جابر بن سمرة. روى عنه هؤلاء الثلاثة: سماك، وابن موهب، وأشعث بن أبي الشعثاء، ومن روى عنه مثل هؤلاء خرج عن حد الجهالة.

التالي السابق


الخدمات العلمية