الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              فائدة :

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عباس -في قوله تعالى- : تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها [إبراهيم 25] هو شجر جوز الهند ، يحمل في كل شهر لا يتعطل من الثمر .

                                                                                                                                                                                                                              والبلح الأخضر بارد يعقد البطن ، فإذا أكل بالتمر كان أقل ضررا .

                                                                                                                                                                                                                              والبسر الأحمر والأصفر معتدل ، فيه شيء من الحرارة . ونبيذه يقال له الفضيخ ، والرطب يلطخ المعدة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم -في الطب- عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : «كنت إذا أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرطب أكل المعذق وترك المذنب ، ويؤكل مع غيره ، ليذهب ثلمته ، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يأكله بالقثاء والبطيخ .

                                                                                                                                                                                                                              وقال -عليه الصلاة والسلام- لعائشة -رضي الله تعالى عنها- : «أنت أطيب من اللبإ بالتمر» .

                                                                                                                                                                                                                              وقرب إليه -عليه الصلاة والسلام- شيء من سمسم وشيء من تمر ، حتى إذا أكل وأراد أن يقوم دعا له ، وأطعم سعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تمرا بكسب وأتاه بقدح من لبن فشرب منه .

                                                                                                                                                                                                                              وأجود أجناس التمر : البرني ، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- : «خير تمراتكم البرني» .

                                                                                                                                                                                                                              يذهب بالداء ، ولا داء فيه . وأكله بالقثاء يخصب البدن ، فقد قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها- : «لما تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عالجتني أمي بكل شيء فلم أسمن ، فأطعمتني القثاء والرطب فسمنت كأحسن السمن .

                                                                                                                                                                                                                              وأنفع تمر الحجاز العجوة . ولحم الكتف والذراعين مثل لحمة الرقبة في سرعة [ ص: 106 ] الانهضام والرطوبة للفضلة واللزوجة ، وكذا لحم المقدم أجود وأرطب من لحم العجز ، وما والاها ، والعضد والذراع وغيره من الأطراف يسهل الطبيعة ، وينفع من السعال المتولد من الحرارة .

                                                                                                                                                                                                                              والأحمر من لحم الظهر كثير الغذاء .

                                                                                                                                                                                                                              وأطيب ما في الأرانب المتن والأركان ، وأجود ما يؤكل من الأرنب مشويا يبسان .

                                                                                                                                                                                                                              ولحم الدجاج يولد دما جيدا ، ويزيد في المني ، وقد أكله -عليه الصلاة والسلام- كما رواه أبو نعيم في الطب .

                                                                                                                                                                                                                              ولحم الطيور الجبلية شديدة الإسخان ، تولد دما سوداويا ، وقد أكل -عليه الصلاة والسلام- لحم حبارى ، رواه أبو نعيم في الطب ، ولحم القبج مسكن للبطن قوي الإغذاء ، وهو الحجل .

                                                                                                                                                                                                                              وقد أهدي إليه -عليه الصلاة والسلام- حجل مشوي فجبذه وصاغه ، فقال : «اللهم ، ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا ، فدخل علي -رضي الله تعالى عنه-» رواه أبو نعيم في الطب .

                                                                                                                                                                                                                              ولحم العصافير حارة تهيج الباءة .

                                                                                                                                                                                                                              وإذا أديم أكل لحم الضب سخن البدن ، ويتعالج بأكله للسمنة .

                                                                                                                                                                                                                              والجراد إذا أديم أكله هزل البدن ، وأحمد ما أكل منه ما قلي وجفف .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية