الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال ابن عساكر ، والإمام النووي : القول بأن عمره حين توفي ثلاث وستون سنة هو الأصح الأشهر . [ ص: 308 ]

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو عمر : هو الصحيح عندنا .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن سعد : هو الثبت إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              قال الذهبي : وهو الصحيح الذي قطع به المحققون .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : قال الحاكم في «الإكليل» والنووي : اتفق العلماء على أن أصح الروايات ثلاث وستون سنة وتأولوا الباقي على ذلك ، فرواية ستين اقتصر فيها على العقود وترك الكسور .

                                                                                                                                                                                                                              ورواية الخمس وستين متأولة عليها أو حصل فيها شك ، وقد أنكر عروة على ابن عباس قوله : خمس وستون ، ونسبه إلى الغلط ، وأنه لم يدرك أول النبوة بخلاف الباقين .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : أكثر الرواة عن ابن عباس حكوا عنه رواية ثلاث وستين ، فالظاهر أنه إن كان قال غير ذلك فقد رجع إلى ما عليه الأكثرون ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              قالا : واتفقوا على أنه- صلى الله عليه وسلم- أقام بالمدينة بعد الهجرة عشرة سنين ، وبمكة قبل النبوة أربعين سنة ، وإنما الخلاف في قدر إقامته بمكة بعد النبوة وقبل الهجرة ، الصحيح أنه ثلاث عشرة سنة ، فيكون عمره ثلاثا وستين سنة .

                                                                                                                                                                                                                              قال النووي : وهذا الصواب المشهور الذي أطبق العلماء عليه .

                                                                                                                                                                                                                              وحكى القاضي عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رواية شاذة ، أنه بعث على رأس ثلاث وأربعين سنة والصواب أربعون كما سبق . [ ص: 309 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية