الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السادس : في أمره -صلى الله عليه وسلم- بدفن الدم وأمور جامعة .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني بسند ضعيف عن أم سعد امرأة زيد بن ثابت -رضي الله تعالى عنهما- قالت : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بدفن الدم إذا احتجم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن هارون بن رئاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم ثم قال لرجل : «ادفنه ، لا يبحث عنه كلب» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم محرم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم ، حجمه أبو طيبة ، وأمر له بصاعين من طعام ، ثم سأله : كم خراجك ؟ قال : ثلاثة آصع ، فوضع عنه صاعا ، وفي لفظ : فكلم أهله أن يضعوا عنه من ضريبته صاعا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقاحة وهو صائم ، وأعطى أجره ، ولو كان خبيثا ما أعطاه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : أخرج إلينا أبو طيبة المحاجم لثماني عشرة من رمضان نهارا فقلت : أين كنت ؟ قال : كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحجمه .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : أخبرنا نصر بن باب ، عن الحجاج ، عن الحكم عن مقسم عن أبي عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم فغشي عليه يومئذ ، فلذلك كرهت الحجامة للصائم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد بسند فيه بشر بن سعيد ، والبزار بسند ضعيف ، عن زيد بن ثابت -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتجم في المسجد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عدي عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 155 ] يكتحل كل ليلة ، ويحتجم كل شهر ، ويشرب الدواء كل سنة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «نعم العبد الحجام ، يذهب بالدم ، ويخف الصلب ، ويجلو البصر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن ثوبان- وهو متواتر- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «أفطر الحاجم والمحجوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة ، لا يتبيغ الدم على أحدكم فيقتله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والدارقطني عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن أبا هند حجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اليافوخ» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية