الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : روى ابن حبان عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في قوله تبارك وتعالى : براءة من الله ورسوله [التوبة 1] قال : لما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حنينا اعتمر من الجعرانة ثم أمر أبا بكر في ذلك الحجة .

                                                                                                                                                                                                                              قال الإمام محب الدين الطبري -رحمه الله تعالى- : وهذا مغاير لما تقدم ، أن الذي حج بالناس تلك السنة عتاب بن أسيد ، وهي سنة ثمان ، وأن تأمير أبي بكر كان سنة تسع ، وهو الأظهر .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : قال في «زاد المعاد» : وهل حجة الصديق هذه أسقطت الفرض ؟ ، أو المسقطة هي حجة الوداع معه -صلى الله عليه وسلم- على قولين ، أصحهما الثاني ، والقولان مبنيان على أصلين :

                                                                                                                                                                                                                              أحدهما : هل كان فرض الحج قبل عام حجة الوداع أو لا ؟

                                                                                                                                                                                                                              والثاني : هل كانت حجة أبي بكر في ذي الحجة! أم وقعت في ذي القعدة من أجل النسيء الذي كان في الجاهلية يؤخرون له الأشهر ويقدمونها ؟ على قولين .

                                                                                                                                                                                                                              روى البزاز في «جامعه» في الحج والتفسير وقال : حسن ، زاد في بعض النسخ : صحيح ، عن زيد بن يثيع ، قال : سألنا عليا : بأي شيء بعثت في ذي الحجة ؟ قال : بعثت بأربع . . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              فهذا نص صريح في ذلك كون تلك الحجة وقعت في ذي الحجة .

                                                                                                                                                                                                                              وذكر المحب الطبري في «الأحكام» أن حج أبي بكر وقع في ذي القعدة ، وعزا ذلك الماوردي في «نكته» والثعلبي والرماني وغيرهم .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : وجزم به في الإشارة ثم قال : وجزم الأزرقي أن حج أبي بكر كان في السنة التاسعة .

                                                                                                                                                                                                                              قال : وذكر بعض المفسرين الروايتين .

                                                                                                                                                                                                                              قال في النور : وأنا أستبعد كونه -عليه الصلاة والسلام- أمره عليها وأمره بها ، وهي تقع في ذي القعدة على القول بأنها فرض ، فهذا ما لا يدخل فهمي ، أما على القول بأنه فرض فهذا قريب . انتهى . [ ص: 75 ]

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : الحكمة في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث عليا ليقرأ سورة براءة على الناس في حجة أبي بكر ، ولم يكتف بغير علي أن العرب كان من عادتها أن الرجل المتبوع منهم إذا عقد عقدا أو عهد عهدا لا يحله إلا هو أو أحد من أهل بيته ، ولهذا بعث عليا -رضي الله تعالى عنه- .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : كان فيه سورة براءة الثناء على الصديق رضي الله تعالى عنه فأحب أن يكون على لسان غيره قال في «الهدي» : لأن السورة نزلت بعد ذهاب أبي بكر إلى الحج .

                                                                                                                                                                                                                              النوع الثالث عشر :

                                                                                                                                                                                                                              في حوادث السنة العاشرة فيها : حجة الوداع .

                                                                                                                                                                                                                              وفيها : نزول : يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم [النور 58] وكانوا لا يفعلونه قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وفيها : قدم جرير بن عبد الله بن جابر بن الشليل بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر وهو مالك بن عبقر بن إراش بن عمرو بن الغوث مسلما في شهر رمضان .

                                                                                                                                                                                                                              وفيها : أسلم فيروز بن الديلمي بأذان وهب بن منبه ب : «اليمن» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية