الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي والعشرون في سيرته -صلى الله عليه وسلم- في الحجامة والفصد [والقسط البحري]

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في فضل الحجامة وأمره بها

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني برجال الصحيح ، عن مالك بن صعصعة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ما مررت ليلة أسري بي على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار برجال ثقات ، عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما مررت بسماء من السماوات إلا قالت الملائكة : يا محمد ، مر أهلك بالحجامة وقال : خير ما تداويتم به الحجامة والقسط والشونيز» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه والترمذي عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ما مررت ليلة أسري بي بملإ من الملائكة إلا قالوا : يا محمد ، مر أمتك بالحجامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند لا بأس به عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : حدثنا أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل أخبره أن الحجامة من أنفع ما تداوى به الناس .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير بسند لا بأس به جيد ، عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : حجم أبو طيبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل عليه عيينة بن حصين والأقرع بن حابس فقال : ما هذا الحجم ؟ فقال : «هذا الحجم خير ما تداويتم به» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير برجال ثقات عن سمرة -رضي الله تعالى عنه- قال : دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجاما فحجمه بقرن وشرط بشفرة ، فرآه رجل من بني فزارة فقال : يا رسول الله ، علام تدع هذا يقطع لحمك ؟ قال : «هل تدري ما هذا ؟ هذا الحجم ، وهو خير ما تداويتم به» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن [سمرة بن جندب] -رضي الله تعالى عنه- قال : كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا حجاما فحجمه بمحاجم من قرون ، وجعل يشرطه بطرف شفرة قال : فدخل أعرابي فرآه ولم يكن يدري ما الحجامة قال : هذا . قال : ففزع فقال : يا رسول الله ، على ما تعطي هذا يقطع جلدك! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «هذا الحجم» . قال : يا رسول الله ، وما [ ص: 147 ] الحجم ؟ قال : «هو خير ما تداويتم به» .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني في الكبير ، والإمام أحمد والحاكم وأبو داود والطيالسي وأبو يعلى والضياء عن سمرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «خير ما تداويتم به الحجامة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في الحجم شفاء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار والطبراني في الكبير برجال الصحيح عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «عليكم بالحجامة والقسط البحري» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير عن سلمى امرأة أبي رافع قالت : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى أحد برأسه قال : اذهب فاحتجم ، وإذا اشتكى برجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الطب عن علي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «خير الدواء [وفي لفظ : «خير ما تداويتم به] الحجامة والفصاد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري وابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والطبراني برجال ثقات ، عن عقبة بن عامر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار تصيب ألما ، وأنا أكره الكي ولا أحبه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والطبراني برجال ثقات ، عن معاوية بن خديج قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن كان في شيء شفاء ففي شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار تصيب ألما ، ولا أحب أن أكتوي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة بسند جيد عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال : قال [ ص: 148 ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن كان في شيء مما تعالجون من أدويتكم شفاء ففي شربة عسل» وفي لفظ : «ففي شرطة محجم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث وأبو يعلى وأحمد عن عقبة بن عامر والشيخان والإمام أحمد والبيهقي والنسائي والبخاري وابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن كان في شيء شفاء ففي ثلاثة : في شربة عسل ، أو شرطة محجم ، أو كية من نار تصيب ألما ، وأنا أكره الكي ولا أحبه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الحلية والضياء عن عبد الله بن سرجس قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الحجم شفاء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة مالك والشافعي وأحمد والشيخان والترمذي والنسائي والدارمي وأبو عوانة عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري» .

                                                                                                                                                                                                                              [وروى الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الحجم أمثل ما تداوى به الناس] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى بسند ضعيف عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : دخلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رجل من الأنصار وبه ورم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ألا تخرجوه عنه»

                                                                                                                                                                                                                              قال : فبط ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصيب فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لقرابته : «اطلبوا من يعالجه ، فجيء بالرجلين الأخوين قدما المدينة فقال لهما : بحديدة تعالجان ؟ فقالا : إنا كنا نعالج في الجاهلية بها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عالجاه فبطه حتى برأ .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم والطبراني في الكبير عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل به جرح يستأذن في بطه ، فأذن له . [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن في الحجم شفاء» .

                                                                                                                                                                                                                              [وروى الحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم فقال : أي شيء هذا يا رسول الله ؟ فقال : «الحجم» قلت : وما الحجم يا رسول الله ؟ قال : «خير ما يتداوى به العرب» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الحاكم عن سمرة قال : دخل أعرابي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكره] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الطب عن علي -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «خير ما تداويتم به الحجامة والفصاد» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم فقال : أي شيء هذا يا رسول الله ؟ فقال : «الحجم» قلت : وما الحجم ؟ قال : «خير ما تداوى به العرب» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن كان فيما تداويتم به شفاء فالحجامة خير» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا الدم تبيغ بصاحبه قتل» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «احتجموا لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم» .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه عن جابر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى أبي بن كعب متطببا ، فكواه وفصد العرق .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية