الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في أمره -صلى الله عليه وسلم- بالتداوي وإخباره -صلى الله عليه وسلم- بأن الله تعالى خلق لكل داء دواء [إلا الهرم والموت]

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود الطيالسي ، وابن حبان ، عن أنس -رضي الله تعالى عنه- عن أسامة بن شريك ، والقضاعي عن أبي هريرة ، وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله عز وجل لم ينزل داء ، وفي لفظ : «في الأرض» إلا أنزل الله له شفاء ، وفي لفظ : «إلا وقد أنزل له شفاء» إلا السام والهرم ، وفي لفظ : «أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن أم الدرداء -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله خلق الداء والدواء وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بحرام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والطبراني في الكبير وابن السني وأبو نعيم في الطب والبيهقي عن أبي الدرداء -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله تعالى أنزل الداء والدواء ، وجعل لكل داء دواء ، فتداووا عباد الله ، ولا تتداووا بحرام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن جابر -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والترمذي عن أسامة بن شريك -رضي الله تعالى عنه- قال : جاءت الأعراب من ها هنا ، ومن ها هنا يسألونه فقالوا : يا رسول الله ، أنتداوى ؟ قال : «نعم عباد الله تداووا؛ فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدا» قالوا : يا رسول الله ، ما هو ؟ قال : «الهرم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أنزل الله تعالى من داء إلا [كتب] له دواء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والطبراني ورجاله ثقات ، ومسدد والحميدي عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ما أنزل الله -عز وجل- داء إلا وأنزل له دواء [ ص: 119 ] علمه من علمه وجهله من جهله» ورواه ابن ماجه بلفظ : «ما أنزل الله داء إلا أنزل» «ومن علمه» إلى آخره . وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن رجل من الأنصار -رضي الله تعالى عنهم- قال : عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا من جرح فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ادعوا له طبيب بني فلان» فدعوه فجاء فقالوا : يا رسول الله ، ويغني الدواء شيئا ؟ فقال : «سبحان الله ، وهل أنزل الله تبارك وتعالى من داء في الأرض إلا جعل له شفاء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند جيد عن الحارث بن سعيد عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله ، أرأيت رقى نسترقي لها وأدوية نتداوى بها هل ترد من قدر الله ؟ قال : هي من قدر الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى بسند حسن ، وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس -رضي الله تعالى عنه- والضياء عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله -عز وجل- حين خلق الداء خلق الدواء ، فتداووا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر [وهو شفاء من كل داء]» .

                                                                                                                                                                                                                              [وروى الإمام أحمد عن طارق بن شهاب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن [أبي سعيد] -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء ، علمه من علمه وجهله من جهله إلا السام؛ وهو الموت» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن أبي صالح ذكوان عن رجل من الأنصار قال : عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا به قرح فقال : «ادعوا له طبيب بني فلان» قالوا : يا رسول الله ، ويغني الدواء شيئا ؟ قال : «سبحان الله ، وهل أنزل من داء إلا أنزل معه شفاء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الذي أنزل الداء أنزل له الدواء ، فجعل شفاء ما شاء فيما يشاء» . [ ص: 120 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والأربعة ، وابن حبان والحاكم ، عن أسامة بن شريك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «يا عباد الله ، تداووا؛ فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء ، غير داء واحد وهو الهرم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير بسند حسن ، وأبو نعيم عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «الدواء من القدر وقد ينفع بإذن الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن السني عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الدواء من القدر ، وهو ينفع من يشاء بما يشاء»

                                                                                                                                                                                                                              انتهى . [ ص: 121 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية