الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
وذكر الركن الثاني بقوله ( رقيقا ) وهو منصوب بإعتاق المضاف لفاعله وسواء كان قنا أو فيه شائبة حرية ووصفه بقوله ( لم يتعلق به ) أي بذلك الرقيق أي برقبته ( حق لازم ) بأن لم يتعلق به حق أصلا أو تعلق به حق للسيد إسقاطه ، فإنه غير مضر لعدم لزومه لعينه واحترز بذلك عما إذا تعلق حق بعينه قبل عتقه كما لو كان مرتهنا أو كان ربه مدينا أو تعلقت به جناية [ ص: 361 ] أي وربه معسر في الثلاثة فلو كان مليا صح العتق وعجل الدين والأرش ولو طرأ الملاء بعد العتق وقبل بيعه أو بعده وقبل نفوذه كما قدمه إلا أن التمثيل بالأولين يغني عنه ما قدمه بقوله وبلا إحاطة دين

التالي السابق


( قوله : أو تعلق به ) أي برقبته وقوله حق للسيد إلخ الأوضح أو تعلق برقبته حق غير لازم بأن كان للسيد إسقاطه وذلك كما لو أوصى به سيده لفلان ثم نجز عتقه ، فإن عتقه صحيح ماض ; لأنه وإن تعلق به حق للغير وهو الموصي له به إلا أن هذا الحق غير لازم ; لأن للموصي أن يرجع في وصيته وتنجيز العتق هنا يعد رجوعا عن الوصية ( قوله : واحترز بذلك عما إذا تعلق حق بعينه قبل عتقه ) الأنسب أن يقول واحترز به عما إذا تعلق

[ ص: 361 ] برقبته حق لازم قبل عتقه ( قوله : أي وربه ) أي الذي أعتقه معسر في الثلاثة أي فلا يلزم عتقه ( قوله : إلا أن التمثيل ) أي لما تعلق برقبته حق لازم ( قوله : يغني عنه ما قدمه بقوله وبلا إحاطة دين ) وذلك ; لأن العبد المرهون إذا أعتقه سيده وكان معسرا فالعتق غير ماض لإحاطة الدين بمال السيد وكذلك المدين المعسر إذا أعتق عبده كان عتقه غير ماض لإحاطة الدين بماله وقد تقدم أن شرط صحة عتق المالك أن يكون ملتبسا بعدم إحاطة الدين بماله ، وإذا علمت أن التمثيل بالأولين يغني عنه ما قدمه بقوله وبلا إحاطة دين فالأولى عدم التمثيل لما تعلق برقبته حق لازم بذلك ، وإنما يمثل لذلك بالعبد الجاني كما في المدونة وأورد على قوله لم يتعلق به حق لازم المدبر والمكاتب والمقاطع ، فإنه قد تعلق بعينهم حق لازم ومع ذلك يصح عتقهم وأجيب بأن المراد لم يتعلق به حق لازم لآدمي غير سيده والمكاتب ومن ذكر معه قد تعلق به حق لازم لسيده لا لغيره




الخدمات العلمية