الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6805 7 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تحاسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار ، يقول : لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ، ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه ، فيقول : لو أوتيت مثل ما أوتي لفعلت كما يفعل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " لو أوتيت " لأن فيه التمني .

                                                                                                                                                                                  وجرير هو ابن عبد الحميد ، والأعمش سليمان ، وأبو صالح ذكوان الزيات .

                                                                                                                                                                                  والحديث يأتي في التوحيد ، وأخرجه النسائي في كتاب العلم عن إسحاق بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا في اثنتين " أي في خصلتين ، ويروى في اثنين أي في شيئين ، قوله : " رجل آتاه الله " المضاف فيه محذوف أي خصلة رجل ، قوله : " آناء الليل ، وفي رواية المستملي من آناء الليل بزيادة من ، قوله : " يقول لو أوتيت " أي سامعه يقول لو أوتيت أي لو أعطيت ، وظاهره أن القائل هو الذي أوتي القرآن وليس كذلك ، وإنما معناه ما ذكرناه وأوضحه في فضائل القرآن ، ولفظه " فسمعه جار له فقال : ليتني أوتيت " إلى آخره ، قوله : " لفعلت " أي لقرأت أولا ولأنفقت ثانيا ، قيل هذا غبطة لا حسد ، وأجيب بأن معناه لا حسد إلا فيهما لكن هذان لا حسد فيهما فلا حسد ، كقوله تعالى : لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى قال الكرماني : والحديث مر في كتاب العلم ، قلت : ليس كذلك لأن الذي مضى في كتاب العلم من حديث عبد الله بن مسعود " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية