الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7067 131 - حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل لم يعمل خيرا قط: فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فأمر الله البحر فجمع ما فيه، وأمر البر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك وأنت أعلم، فغفر له.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "ثم قال: لم فعلت؟".

                                                                                                                                                                                  وإسماعيل هو ابن أبي أويس. والحديث مضى في بني إسرائيل وفي الرقاق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال رجل" هو كان نباشا في بني إسرائيل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإذا مات" فيه التفات، ومقتضى الكلام أن يقال: فإذا مت.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وأنت أعلم" جملة حالية أو معترضة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فغفر له" قيل: إن كان مؤمنا فلم شك في قدرة الله، وإن كان كافرا فكيف غفر له؟ وأجيب بأنه كان مؤمنا بدليل الخشية، ومعنى قدر مخففا ومشددا حكم وقضى أو ضيق كقوله تعالى: أن لن يقدر عليه [ ص: 163 ] وقيل: أيضا على ظاهره، ولكنه قاله وهو غير ضابط لنفسه، بل قاله في حال دخول الدهش والخوف عليه، فصار كالغافل لا يؤاخذ به، أو أنه جهل صفة من صفات الله، وجاهل الصفة كفره مختلف فيه، أو أنه كان في زمان ينفعه مجرد التوحيد، أو كان في شرعهم جواز العفو عن الكافر، أو معناه لئن قدر الله علي مجتمعا صحيح الأعضاء ليعذبني، وحسب أنه إذا قدر عليه محترقا مفترقا لا يعذبه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية