الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7122 185 - حدثنا علي، حدثنا هشام أخبرنا معمر، عن الزهري ح، وحدثني أحمد بن صالح، [ ص: 201 ] حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير أنه سمع عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال: إنهم ليسوا بشيء فقالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقا قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث مشابهة الكاهن بالمنافق من حيث إنه لا ينتفع بالكلمة الصادقة لغلبة الكذب عليه، ولفساد حاله كما لا ينتفع المنافق بقراءته لفساد عقيدته وانضمام خبثه إليها. وأخرجه من طريقين:

                                                                                                                                                                                  الأول: عن علي بن المديني، عن هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر بن راشد، عن محمد بن مسلم الزهري.

                                                                                                                                                                                  والثاني: عن أحمد بن صالح أبي جعفر المصري، عن عنبسة بن خالد بن يزيد بن أبي النجا بن أخي يونس بن يزيد الأيلي، سمع عمه يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة بن الزبير، عن عائشة. والحديث مضى في أواخر الطب في باب الكهانة، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "سأل أناس" وفي رواية معمر "ناس" وكلاهما واحد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "عن الكهان" أي: عن حالهم، والكهان جمع كاهن، وهو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يخطفها " بالفتح على اللغة الفصيحة وبكسرها، والجني مفرد الجن، أي: يختلسها الجني من أخبار، وفي رواية الكشميهني "يحفظها" من الحفظ.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فيقرقرها" من القرقرة وهو الوضع في الأذن بالصوت، والقر الوضع فيها بدون الصوت، وإضافة القرقرة إلى الدجاجة من إضافة الفاعل، والدجاجة بفتح الدال وكسرها، وقال الخطابي: غرضه صلى الله عليه وسلم نفي ما يتعاطون من علم الغيب، قال: والصواب كقرقرة الزجاجة; ليلائم معنى القارورة الذي في الحديث الآخر، وتكون إضافة القرقرة إلى المفعول فيه نحو: "مكر الليل".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية