الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7034 98 - حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة والأعرج، ح وحدثنا إسماعيل، حدثني أخي عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدا على العالمين في قسم يقسم به، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان من أمره وأمر المسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 149 ] مطابقته للترجمة ظاهرة تؤخذ من قوله: "ممن استثنى الله" لأنه أشار به إلى قوله تعالى: فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله

                                                                                                                                                                                  وأخرج هذا الحديث من طريقين:

                                                                                                                                                                                  أحدهما: عن يحيى بن قزعة، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز هو الأعرج عن أبي هريرة.

                                                                                                                                                                                  والآخر: عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه عبد الحميد، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وهو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، واسم أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة المذكور، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الخصومات ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "استب" بمعنى تساب رجل من المسلمين ورجل من اليهود.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تخيروني" أي: لا تجعلوني خيرا منه ولا تفضلوني عليه، قاله تواضعا أو قبل علمه بأنه سيد ولد آدم، أو لا تخيروني بحيث يؤدي إلى الخصومة أو إلى نقض الغير.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يصعقون" بفتح العين من صعق بكسرها إذا أغمي عليه أو هلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "باطش" أي: متعلق به بالقوة قابض بيده، ولا يلزم من تقدم موسى عليه السلام بهذه الفضيلة تقدمه على سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مطلقا; إذ الاختصاص بفضيلة لا يستلزم الأفضلية على الإطلاق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "استثنى الله" في قوله: فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية