الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7040 104 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو حفص عمرو، حدثنا الأوزاعي، حدثني ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى أهو خضر، فمر بهما أبي بن كعب الأنصاري فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ قال: نعم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا موسى في ملإ بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ فقال موسى: لا، فأوحي إلى موسى بلى عبدنا خضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه، فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر، فقال فتى موسى لموسى: قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره قال موسى: ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا، وكان من شأنهما ما قص الله.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 151 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 151 ] مطابقته للترجمة تؤخذ من بقية الآية التي قص الله فيها قصتهما، وهو ستجدني إن شاء الله صابرا و فأراد ربك

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن محمد المسندي، وأبو حفص عمرو بفتح العين ابن أبي سلمة التنيسي بكسر التاء المثناة من فوق والنون المشددة، والأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب العلم في باب ما يذكر في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر، ومضى الكلام فيه، ومضى أيضا بوجوه كثيرة في تفسير سورة الكهف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "تمارى" أي: تجادل وتناظر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أهو خضر" بفتح الخاء وكسرها وسكون الضاد المعجمة وبفتحها وكسر الضاد، سمي به لأنه جلس على الأرض اليابسة فصارت خضراء، وكان اسمه بليا بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وبالياء آخر الحروف مقصورا، وكنيته أبو العباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لقيه" بضم اللام وكسر القاف وتشديد الياء آخر الحروف أي: لقائه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "السبيل إليه" أي: الطريق إليه. أي: إلى اجتماعه به.

                                                                                                                                                                                  قوله: "في ملأ" أي: في جماعة، وفتى موسى هو يوشع بن نون بضم النون.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية